واشنطن ــ محمد دلبح
أحكم الديموقراطيون الأميركيون أمس الطوق على إدارة الرئيس جورج بوش، بعدما سقط مجلس الشيوخ في قبضتهم، ليستكملوا سيطرتهم على الكونغرس بعد 12 عاماً من الهيمنة الجمهورية. (التفاصيل)
إلا أن مؤشرات أوّليّة لنتائج الانتخابات الأميركية بدأت تثير بعض الريبة، لجهة زيادة عدد النواب اليهود في الكونغرس واتجاههم لحصد رئاسة لجانه، ما يطرح تساؤلات بشأن تعزيز اللوبي الإسرائيلي في واشنطن. ولعل ذلك ما يفسّر استبعاد وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني أي تغيير في السياسة الأميركية تجاه إسرائيل.
وتشير نتائج الانتخابات إلى أن عدد الأعضاء اليهود في مجلس النواب بلغ 30 عضواً من أصل 435 عضواً، بينهم عضو جمهوري واحد هو إريك كانتور. وفي مجلس الشيوخ، بلغ عدد الأعضاء اليهود 13 من أصل مئة، وهي نسبة كبيرة لا تتناسب مع عدد اليهود في المجتمع الأميركي، الذي لا تزيد نسبته على 2.5 في المئة.
ولا يتجاوز عدد الأعضاء الأميركيين من أصل عربي (لبناني) خمسة أعضاء في مجلس النواب، إلى جانب أميركي مسلم هو كيث أليسون، الذي فاز في الانتخابات عن ولاية منيسوتا.
ويقول أعضاء في جماعة اللوبي اليهودي ـــ الإسرائيلي في واشنطن إنهم “متفائلون بقدرتهم على العمل وبحث العديد من الملفات والقضايا مع أعضاء الكونغرس الجديد”. وأضافوا إنهم واثقون بالعلاقة التي أقاموها مع العديد من القيادات الديموقراطية في الكونغرس، وخصوصاً نانسي بيلوسي، التي يتوقع أن ترأس مجلس النواب الأميركي.
وتذكر جماعة إسرائيل أنها على علاقة قوية بستانلي هوير، الذي يتوقع أن يصبح زعيم الغالبية الديموقراطية في مجلس النواب، ويعتبرونه من “أشد مؤيدي إسرائيل”.
ويعتمد اللوبي الإسرائيلي أيضاً على راحم إيمانويل، وهو يهودي أميركي يعدّ من النجوم الصاعدين في الحزب الديموقراطي في مجلس النواب، ورئيس لجنة الحزب لحملته الانتخابية للكونغرس.
وتسعى مجموعات الضغط اليهودية إلى التأثير مسبّقاً على النائب الديموقراطي جون كونيورز، الذي يتوقع أن يتولى رئاسة اللجنة القضائية، وعلى ديفيد أوبي، الذي يتوقع أن يرأس لجنة الاعتمادات، وكلاهما من مؤيدي التوصل إلى تسوية سلمية عادلة للصراع العربي ـــ الإسرائيلي، ومن منتقدي إجراءات الاحتلال الإسرائيلي وممارساته القمعية ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ويعتقد أن بعض مهمات لجنة أوبي سيوكل إلى لجان فرعية، بينها لجنة العمليات الخارجية الفرعية التي يتوقع أن ترأسها النائبة نيتا لوي، وهي يهودية أميركية مؤيدة جداً لزيادة المساعدات لإسرائيل.
وستجد إسرائيل في النائب توم لانتوس (من ولاية كاليفورنيا)، الذي يتوقع أن يرأس لجنة العلاقات الدولية في مجلس النواب، أكبر نصير لها، فهو من مهاجري يهود المجر إلى الولايات المتحدة، ومن أشد المناهضين للقضايا العربية في الكونغرس.
ويتوقع أن يرأس اللجنة الفرعية حول الشرق الأوسط، غاري أكرمان، وهو أيضاً أميركي يهودي من ولاية نيويورك. أما هنري واكسمان، وهو أيضاً أميركي يهودي من ولاية كاليفورنيا وعضو في تجمّع النواب اليهودي، فيتوقع أن يرأس لجنة الإصلاح الحكومي.