عمان، غزة ــ الأخبار
غادر الرئيس الأميركي جورج بوش أمس عمان، تاركاً وراءه رزمة من الملفات المفتوحة على تطورات متفجرة قد تشهدها الأسابيع المقبلة، وتسبق الإعلان عن “استراتيجيته الجديدة” في العراق، التي من شبه المؤكد أنها لا تقتصر على هذا البلد فقط، بل تتعداه إلى إيران وسوريا وفلسطين، ولا سيما أن نصائح “حلف المعتدلين” العرب لسيد البيت الأبيض أجمعت على ضرورة إيجاد حل للقضية الفلسطينية، كمدخل للتهدئة في العراق واحتواء النفوذ الإيراني في المنطقة (التفاصيل) .
وفي انتظار “الأسابيع”، التي تحدّث عنها مستشار الأمن القومي الأميركي ستيفن هادلي، فقد بات واضحاً أن الرئيس الأميركي وضع أطر توجهات استراتيجيته في ملفات المنطقة الساخنة، بداية من العراق، الذي حرص على تعزيز رئيس حكومته نوري المالكي ورمي كرة الأزمة المشتعلة في ملعبه، عبر تسليم مهمات الأمن إلى العراقيين في حزيران المقبل، وهو ما يأتي متوافقاً مع تسريبات تقرير “بيكر ــ هاميلتون”، الذي سيوصي في السادس من الشهر الجاري بخفض عديد قوات الاحتلال الأميركية في هذا البلد.
كما تنتظر المالكي معركة من نوع آخر في بغداد، حيث بدت ملامح مواجهة مع أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، والذين اشترطوا جدولة الانسحاب للعودة إلى الحكومة والبرلمان العراقيين.
ومن وحي تقرير “بيكر ــ هاميلتون” أيضاً، الذي من المقرر أن يوصي بعقد مؤتمر دولي حول العراق وإشراك إيران وسوريا فيه، حرص بوش على استباق أي ضغوط في هذا الاتجاه، معلناً رفضه الدخول في مفاوضات مع طهران، التي اشترط تخليها عن برنامجها النووي، بعدما كان أبلغ الملك الأردني أول من أمس رفضه الحوار مع سوريا “في المرحلة الحالية”.
وفي هذا السياق، أفادت صحيفة «فايننشال تايمز» أمس أن ما يُسمى «الدول العربية المعتدلة»، مثل السعودية ومصر والأردن والإمارات، قلقة في شكل متزايد من تنامي نفوذ إيران في العالم العربي، وتعارض إعطاء طهران ودمشق دوراً أكبر لحل الأزمة العراقية.
ورجّحت الصحيفة نفسها احتمال «أن يكون الملك الأردني قد نقل رسالة إلى الرئيس الأميركي مفادها أن احتواء الحرب الأهلية في العراق لا يتم من خلال الانخراط مع إيران وسوريا، بل من طريق إعطاء نفوذ أكبر للسنّة العرب الذين يتحكمون بالتمرد في العراق والتركيز على عملية السلام العربية ــ الإسرائيلية كطريقة لإضعاف إيران وسوريا».
إلا أن ما ظهر من “الاستراتيجية” الأميركية في الأراضي الفلسطينية المحتلة هو أن واشنطن تدفع باتجاه انفجار داخلي، قبل القيام بأي خطوة لتحقيق “التزام الدولتين”، ذلك أن إشادات وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس بالرئيس الفلسطيني محمود عباس أثمرت “طريقاً مسدوداً” أمام حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وفتحت الباب أمام “خيارات أخرى”، ستكون في الغالب عامل توتير إضافياً في الأراضي الفلسطينية، وهو ما تسعى واشنطن إلى استباقه بتأمين الدعم اللازم عسكرياً لحرس الرئيس الفلسطيني.