strong>إقـرار التشـكيلات الدبلوماسـية «يحـرج» الصفـدي... والمنـاقلات القضـائية تتوقـف في بعبـدا
وحي ما هبط، وفّر تفاهماً هو الأول من نوعه بين رئيس الجمهورية إميل لحود وفريق الاكثرية، أدى الى إقرار التشكيلات الدبلوماسية، رغم تحفظات واعتراضات عامة، مع تمايز لوزير طرابلس محمد الصفدي والوزير الأرمني جان اوغاسبيان، لكن هذا التفاهم الذي انتج هدنة، فمحاصصة، لا يبدو أنه شمل حتى اللحظة مشروع التشكيلات القضائية التي لا يظهر الرئيس لحود حتى الآن حماسة لتوقيع مرسومها كما وصلته من رئاسة الحكومة.
وفي هذا الاطار كشفت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» ان الفريق الذي كلفه لحود درس مشروع التشكيلات والمناقلات القضائية قبل وصوله رسمياً الى القصر الجمهوري نهار امس، موقعاً من رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ووزراء العدل والمال والدفاع، اكتشف من دون عناء «الكثير من الخلل في التوزيع الطائفي، والكيدية السياسية التي مورست في حق الكثير من القضاة»، الأمر الذي لا يوحي باحتمال وضع الرئيس توقيعه عليه قريباً، نظراً إلى حجم «المؤشرات السلبية» التي لا يمكن «بلعها» بحسب المصادر عينها.
في هذه الأجواء فوجئ عدد من الوزراء بأجواء «الود والوفاق» بين بعبدا والسرايا الكبيرة، التي ترجمت عملياً في خلوة جمعت لحود والسنيورة لحوالى 40 دقيقة، وهو ما لم يحصل منذ اشهر، وبما كشفه لحود في الجلسة عن خطوط مفتوحة مع السرايا أنجزت التشكيلة على أنها «سلة واحدة» غير «قابلة للتفتيت أو التعديل»، لا على مستوى «التمثيل الأرمني» الذي استحضر «الطاشناقيين» الى وزارة الخارجية، ولا على مستوى «الرزمة السنية» من خارج الملاك التي طلبها السنيورة من لحود، فكان له ما أراد على رغم اعتراض الوزير الصفدي الذي أصر على رفض المحاصصة.
وقالت مصادر حكومية «ان الجلسة كرست تفاهماً عميقاً بين لحود والسنيورة أثار استغراباً وتساؤلات».
الجلسة عقدت بعد خلوة لحود ــ السنيورة وذُللت خلالها العقبات التي كانت قائمة حتى اللحظة الأخيرة. وأبلغت مصادر حكومية «الاخبار» أن وزير الخارجية فوزي صلوخ استهل الجلسة بعرض مشروع التشكيلات والمناقلات والترقيات التي اقترحها بعد التعديلات التي اتفق عليها لحود والسنيورة، وشرح الأسباب التي دفعت الى تسمية خمسة سفراء سنة من خارج الملاك، وكذلك بالنسبة الى السفيرين الأرمني والعلوي.
واقترح وزير «أرمن المستقبل» اوغاسبيان استبدال الاسم الأرمني المطروح فاسكين كافالكيان بآخر هو اوهانس نرسيسيان، فتدخل نائب رئيس الحكومة الياس المر مشدداً على ان السفير المطروح «يمثل 90 في المئة» من الطائفة الأرمنية.
وسأل الصفدي عن الآلية التي اعتمدت في المشروع وكيفية الوصول الى الأسماء، وهل جرت إعلانات للترشيح، وعمن اختارهم، فقاطعه السنيورة: «أنا من اختارهم»!. وحصل نقاش انفعل خلاله رئيس الحكومة، فتدخل صلوخ شارحاً الآلية الدستورية التي تعطي وزير الخارجية حق الاقتراح وشرح الظروف التي ولد فيها التوافق على الأسماء.
وسجل ميشال فرعون اعتراضاً على التشكيلة الكاثوليكية، وسأل الوزير أحمد فتفت عن السير الذاتية للسفراء، معتبراً ان «هذه الطريقة لا توفر مشاركة فاعلة للوزراء». وطالب متري بالاعتراض، إذا وُجد، على مبدأ الكفاءة «لأن التوافق السياسي والتوازن الطائفي متوافران».
وحدثت بلبلة أنهاها لحود بالتأكيد ان المشروع أعدته وزارة الخارجية وكان موضوع نقاش مع رئيس الحكومة، فوافقه السنيورة على ذلك. وحسم لحود الجدل قائلاً: «إنه مشروع متكامل ومن الصعب ان نلبي طلبات الجميع وإلا ندخل في جدل لن ينتهي، فإما نقره كما هو او نعيد النقاش من الصفر».
وقال الصفدي لـ«الأخبار» إن الوزير «ليس من مهماته البصم»، ووصف التشكيلات من خارج الملاك بأنها «محاصصة بين رئيسي الجمهورية والحكومة». واعتبر أنه كان يجب استشارة الوزراء وأخذ رأيهم ليوافقوا على مؤهلات وكفاءات السفراء الجدد، مؤكداً أنه لم تكن لديه أية فكرة عن أن التشكيلات والتعيينات ستطرح في هذه الجلسة، كما لم يكن لدى الوزراء أية خلفيات أو معلومات عن السفراء الجدد «وكانت مهمتنا أن نوافق فقط». وقال: «فوجئنا بأنه في خمس دقائق اجتمع السنيورة ولحود وطالبا الوزراء بالبصم ولم يُحترم الوزراء، هل يمكن ألا تكون هناك آلية دستورية لاختيار الموظفين الأكفاء؟». ورأى أن ما جرى «لا يبشّر بوجود نية لدى الحكومة لإعادة بناء المؤسسات». وتساءل عن سر العشق والغرام بين الرئيسين و«سبحان مغيّر الأحوال».
وأبلغ اوغاسبيان «الأخبار» انه سجل اعتراضه على تعيين السفير الأرمني الجديد بسبب الكفاءة لا لأسباب اخرى، معرباً عن «ارتياحي لاستعادة الأرمن موقع سفير وهو الموقع الذي خسرناه مع بداية عهد الرئيس لحود».
وأضاف: «كان لدي مرشح كفء أصررت على تعيينه، لكن الرئيس لحود أكد أن التعيينات صفقة كاملة». وعن موقف السنيورة قال اوغاسبيان: «ما كان الو موقف ولا تعليق».