غزة، القاهرة، دمشق ــ “الأخبار”
تشعّبت مساعي الوساطة في الأزمة الداخلية الفلسطينية، فدخلت إندونيسيا على خط جهود الحل، فيما نشطت حركة الموفدين العرب والفلسطينيين والأجانب في دمشق لوضع صيَغ تسوية للأزمة، وسط بوادر انقسام في مواقف “فتح” التي أعلن رئيسها فاروق القدومي رفضه للمطالب الأميركية، برغم إصرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس على تطبيقها شرطاً لتأليف حكومة وحدة وطنية.
في هذا الوقت، تحوّل التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة إلى سمة مرافقة للتوترات الداخلية، وتجلّى خلال اليومين الماضيين باستشهاد تسعة فلسطينيين في غارات متعددة، فيما الاشتباكات الداخلية الفلسطينية لا تزال متواصلة وقد أدّت أمس، إلى إصابة فلسطيني في مواجهة بين أنصار “فتح” و“حماس” في بيت لاهيا. وقال مصدر حكومي فلسطيني لـ“الأخبار”، إن الرئيس الإندونيسي سوسيليو بامبامغ يودويونو أوفد مبعوثه الخاص وزير الخارجية الأسبق علي العطاس أول من أمس الى عمان، حيث التقى عباس وسلّمه رسالة الرئيس الإندونيسي، ويعرض فيها وساطة لرأب الصدع الفلسطيني الداخلي. وسلم رسالة مماثلة في القاهرة إلى الرئيس المصري حسني مبارك.
وأجرى رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية عمر سليمان، محادثات في دمشق مع رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل، عرض خلالها ملامح تسوية للأزمة الفلسطينية.
وتوقّعت مصادر مقربة من “حماس” عرض صيغة حل تفيد بتأليف حكومة “شبه وحدة وطنية” تكون ولايتها سنة واحدة، على ان يصار إلى تقليص ولاية عباس إلى منتصف 2007 بدل 2008، وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة في 2007.
وفي دمشق أيضاً، شدّد القدومي بعد لقائه الرئيس السوري بشار الأسد، على رفض “الشروط التي تضعها الولايات المتحدة وتضغط من خلالها على الفلسطينيين في الداخل”، وذلك عشية اجتماع مقرر اليوم للجنة المركزية لحركة “فتح” في عمان.