لاحت بارقة “هدنة” في جدار الأزمة الداخلية الفلسطينية، بعد تلميح الرئيس محمود عباس إلى إمكانية تأليف حكومة “تكنوقراط” غير سياسية كمخرج رأى أنه لا يجبر أحداً على تقديم تنازلات.وقال عباس، خلال لقاء مع عدد من الصحافيين في مكتبه في مدينة رام الله، إنه “يؤيد إنشاء حكومة فنيين تكنوقراط فلسطينية غير سياسية تخرج الشعب الفلسطيني من العزلة السياسية والأزمة الاقتصادية”. وأضاف أن “حكومة كفاءات لا تكلف أحداً من الفصائل على التنازل، وكثيرون يقولون إنها فكرة ممكنه ولو لبضعة أشهر”. لكنه قال أيضاً إن حكومة الوحدة الوطنية، والتي تتوافق مع مبادئ الشرعية العربية والدولية على أساس وثيقة الأسرى، “هي الحل المثالي للخروج من الأزمة الحالية”.
وأضاف عباس “هناك مجتمع دولي نريد أن يرفع الحصار عنّا ونريد حكومة فلسطينية تنطلق، ولا يريد أحد من هذه الحكومة أن تعترف بإسرائيل.. لكن سيستطيع وزير المالية الفلسطيني محاسبة الإسرائيليين في استعادة أموال الضرائب”.
إلا أن الرئيس الفلسطيني أشار إلى “خيارات أخرى”، وقال إنه سيتعين عليه اتخاذ قرار قريباً بشأن مستقبل الحكومة التي تقودها “حماس”. وأوضح أنه “قد يجرى استفتاء على القرار الذي سيتخذه بشأن مستقبل حكومة حماس”.
وتطرق عباس إلى أسباب فشل الاتفاق مع «حماس» على حكومة الوحدة الوطنية. وقال «لقد اتفقنا على شكل الحكومة والجهات التي ستمثل، بما فيها القطاع الخاص»، مضيفاً أن رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية «أبلغني أننا لا نقبل بالمبادرة العربية لأنه ليس فيها بند عن اللاجئين ونقطة الاعتراف بإسرائيل، وقلت له: لكن أنتم قرأتم هذه البنود واتفقنا عليها.. لا أرى مبرراً لتعطيل هذا الاتفاق».
ورفض عباس الحديث عن الحرب الأهلية. وقال إنه “سخيف وأرفضه من البداية حتى النهاية”. ودان بشدة عمليات إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل.
من جهة ثانية، قال عباس إن المساعي الرامية إلى الترتيب لعقد قمة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت تكتنفها قضية الأسرى الفلسطينيين، مشيراً إلى أن الاستعدادات لعقد الاجتماع لا تزال مستمرة.
وقال عباس “إن كل شيء توقف لأن إسرائيل تربط بين الإفراج عن الأسرى وإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط”. وأضاف أن الاجتماع مع أولمرت يتوقف على إطلاق سراح السجناء، وحيث أنه لا يوجد سجناء يطلق سراحهم فقد تعطل الاجتماع.
وفي أول تعليق على كلام عباس، أعلن المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية غازي حمد أن “حماس” توافق على تأليف حكومة كفاءات مقبولة وطنياً ودولياً.
في هذا الوقت، واصلت قوات الجيش الاسرائيلي عدواناً، أطلقت عليه اسم “الثمار الناضجة”، في شمال قطاع غزة، وسط تصاعد التهديدات بتنفيذ عدوان واسع، على غرار “السور الواقي”، لمنع “تحول قطاع غزة إلى لبنان ثانٍ”، كما قال نائب وزير الدفاع الإسرائيلي زئيف بويم، فيما استشهد خمسة فلسطينيين في اعتداءات في الضفة الغربية.
(أ ب، رويترز، أ ف ب، د ب أ)