strong>ألمانيــا تنشــر قوّاتهــا البحريــة بعيــداً عن الشــاطئ وخليّــة أمنيــة لحفـظ عناصرهـا
يخرق القطريون اليوم الحصار الجوي الإسرائيلي من خلال العودة إلى تسيير رحلات الخطوط الجوية القطرية مباشرة إلى مطار بيروت دون المرور على مطار «الرقابة» في الأردن. بينما أعربت مصادر حكومية وأخرى وزارية عن تفاؤلها بقرب التوصل إلى حل شامل، علماً بأن النقاش مستمر في شأن الإجراءات التي تنوي دول غربية كثيرة القيام بها ربطاً بمندرجات القرار 1701.
وأعلن امس أن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة تلقى اتصالاً من وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم يبلغه فيه قرار تسيير أول رحلة اليوم إلى بيروت دون الحصول على إذن من إسرائيل. وقال بيان لمكتب السنيورة إنه ردّ مرحباً ومؤكداً “أن لبنان لن يسمح لأي شركة طيران بأن تسيّر رحلاتها الى مطاره إذا كان ذلك سنداً الى موافقة مباشرة أو غير مباشرة من اسرائيل”.
وحسب مصادر وزارية فإن البحث يتركز الآن على سبل إقناع عدد آخر من الدول العربية للقيام بخطوات مشابهة وان هناك موافقة مبدئية من اليمن والإمارات العربية المتحدة. وقالت المصادر إن الرئيس نبيه بري أجرى لهذه الغاية اتصالات مع نظرائه العرب وطلب إليهم حث حكوماتهم على خطوات في هذا الاتجاه.
في هذه الأثناء ينعقد مجلس الوزراء اليوم لمناقشة جدول اعمال عادي تضاف إليه بنود اخرى ابرزها عرض من وزير الخارجية فوزي صلوخ عن المطالبة النيابية بإقرار سريع للتشكيلات الدبلوماسية، وسط معلومات عن طلب الرئيس السنيورة تسمية اربعة من خارج الملاك لتولي منصب السفير في عدد من السفارات في الخارج، مقابل نقاش حول ترفيع اربعة من الدبلوماسيين المسيحيين من الفئة الثانية الى رتبة سفير وتوزيعهم على السفارات. وعلم ان البحث يتركز أيضاً على من يتولى سفارات لبنان في واشنطن (يريدها السنيورة لسفير سني من خارج الملاك بينما يريد الآخرون أن تبقى لسفير مسيحي من داخل الملاك) وكذلك على منصب السفير في الأونيسكو وتالياً في باريس، إضافة الى الأمم المتحدة وبروكسيل.
كذلك هناك نقاش لم يكتمل بعد في شأن منصب الأمانة العامة لوزارة الخارجية الذي يشغله الآن سفير بالوكالة.
القوة الألمانية
من جهة ثانية سوف تدرس الحكومة طلباً ألمانياً بتوجيه طلب رسمي لها للانتشار في البحر كمساعدة إضافية للقوة الدولية التي بدأت الانتشار في الجنوب. وقالت مصادر رسمية متابعة ان هناك أموراً “مقلقة” في ما خص الطلب الألماني، حيث تريد برلين السماح لها بنشاط أمني خاص لحماية قواتها وأن يتم ذلك من خلال تجهيزات خاصة. علماً بأن مصادر امنية رسمية نفت علمها بهذا المطلب. كذلك هناك امر آخر يتعلق بطريقة انتشار وحداتها البحرية على طول الشاطئ اللبناني وهو الأمر الذي يبدو انه ليس محل إجماع داخلي وثمة رأي آخر بأن مهمة القوة البحرية الدولية هي مساعدة لبنان على منع الخروق وأن ذلك يتم من خلال انتشارها عند حدود المياه الاقليمية لا داخلها، وهو الأمر الذي ترفضه إسرائيل، علماً بأن الاتفاق يبدو قائماً على أن تكون القوات البحرية موجودة على عمق 5 الى 7 أميال في البحر.
وأمس غادر رئيس جهاز الاستخبارات الألمانية الخارجية أرنست أورلاو لبنان عائداً الى برلين بعدما أمضى يومين في بيروت في ضيافة مديرية المخابرات في الجيش اللبناني التي تلقت شكر برلين على الدعم الخاص الذي قدم في ملاحقة شبكة تفجير قطارات في ألمانيا. وهو لم يتطرق الى ملف تبادل السرى بين إسرائيل وحزب الله.
كذلك التقى الوفد الألماني كبار المسؤولين في الأمن العام وأمن الدولة. وقالت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» إن الوفد الذي ضم ضباطاً من جهاز مكافحة الإرهاب وأمن القوات العاملة خارج الأراضي الألمانية والملحق العسكري في السفارة في بيروت، ركز في لقاءاته مع المسؤولين في بيروت على إمكانات التعاون مع الأجهزة اللبنانية، استعداداً لانتشار قوات بلاده الى جانب الأوروبيين في القوات الدولية المعززة، بالإضافة الى الاطلاع على خريطة المواقف من القوة الدولية والمخاوف التي اعترت المرحلة التي سبقت القرار الأوروبي في المشاركة الفاعلة فيها بالشكل الذي تقرر أخيراً.
وأبلغ الوفد الألماني الجهات اللبنانية المعنية، بتأليف نواة «لخلية أمنية» ستتركّز في بيروت والجنوب ومهمتها توفير الأمن السياسي والعسكري لقوات بلاده قبل انتشارها المرتقب وبعده، قبل نهاية أيلول الجاري. ونفت المصادر عينها أن يكون الفريق الأمني قد تناول بالبحث مصير الجنديين الإسرائيليين المخطوفين لدى «حزب الله» أو أي أمر يتصل بالتبادل بين الحزب وإسرائيل.
وحول مصير ما سُمي «الهبة الألمانية» لتجهيز المعابر البرية والبحرية والجوية قالت المصادر إنه «لم تكن هناك هبة ألمانية ليقال إنها تبخرت»، وان الفريق الذي اطلع على حاجات لبنان من هذه الأجهزة قام بالمهمة التي كلفه بها الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان في بيروت وسلمه تقريره النهائي، لكنه لم يتلقّ بعد أية تعليمات جديدة.