لولا سلسلة اتصالات سبقت جلسة مجلس الوزراء العادية مساء أمس، لما أجمع وزراء يمثّلون أكثر من طرف على وصفها بأنها كانت عادية. وبدا أن الجميع، بحسب مصدر وزاري، يرغبون في التهدئة وتحييد الحكومة عن التشنج السياسي الدائر خارجها. فكان نقاش هادئ بشأن ملفات ساخنة انتهى بتعديل البند الخاص بإعطاء ترخيص عام للطائرات التي تنقل أسلحة وذخائر للقوة الدولية المعززة بالتحليق في الأجواء اللبنانية أو الهبوط في مطاراتها، وفق ما تنص عليه القوانين النافذة، وإعطاء العلم المسبق لوزارتي الخارجية والدفاع، والتعاطي مع الاجهزة عند الإقلاع والهبوط. الأمر الذي أدّى إلى سحب اعتراضات الوزراء محمد الصفدي ومحمد فنيش وطراد حمادة. وأوضح الرئيس السنيورة أن المراقبين الدوليين في المطار سينسحبون فور تحديد حاجاته من الأجهزة المتطورة. وانعكست التهدئة على رفض مجلس الوزراء مضمون تصريح المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل، وضمّن المجلس البيان الرسمي رفض أي تفسير للقرار 1701 خارج روحه ونصه، وخصوصاً لجهة اعتبار مهمة القوة الدولية داعمة للجيش اللبناني، وأن هذا القرار لا يحتمل اي تفسير أو تأويل آخر، وكل كلام مخالف لا يلزم لبنان شيئاً. وأدلى وزير العدل شارل رزق بمطالعة عن محاضرة البابا بنديكتوس السادس عشر، داعياً إلى وضع العبارات التي أثارت تحفظات في نطاق المحاضرة ككل، منوهاً بموقف الفاتيكان الداعي الى الحوار بين المسيحيين والمسلمين منذ ستينيات القرن الماضي، فأيده معظم الوزراء.
ودعا رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى توفير الاجواء الهادئة للحوار «لأنه ليست هناك فائدة. وليست هذه هي الصورة التي يجب أن نعطيها لأشقائنا والعالم الذي يريد مساعدتنا». وأعلن وزير الإعلام غازي العريضي، بعد الجلسة، استنكار لبنان للخروق الاسرائيلية المستمرة، وعدّها تحدياً للشرعية الدولية، داعياً الامم المتحدة الى تحمّل مسؤولياتها.
وكان مجلس الوزراء قد صرف النظر عن مناقشات التشكيلات الديبلوماسية لغياب رئيس الجمهورية اميل لحود ووزير الخاجية فوزي صلوخ في الخارج.