نصرالله: «الطائف يلزمنا بحكومة وحدة وطنية»بعد موقف رئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون الداعي الى تصحيح الخلل السياسي الداخلي من خلال إعادة النظر بالتركيبة السياسية القائمة، فتح الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله امس باب المرحلة السياسية الجديدة داعياً الى تطبيق كامل لاتفاق الطائف من خلال تطبيق البند الاول فيه، وتأليف حكومة وحدة وطنية حقيقية. وركز على ضرورة معالجة غياب المشاركة المسيحية الفعالة في الدولة، من خلال الاخذ بنتائج الانتخابات النيابية الاخيرة وتوفير تمثيل حقيقي للغالبية المسيحية التي اعطت، بنحو 75 بالمئة من أصواتها، الثقة للتيار الوطني الحر.
وقال نصر الله في حديث تلفزيوني مساء امس، إن هناك خللاً حقيقياً، وإن هناك قضايا كثيرة تحتاج الى متابعة، وإنه بعد حرب قاسية كالتي شُنّت على لبنان، وأمام مهمة إعادة الإعمار وتماسك الوضع الداخلي، لا بد من تأليف حكومة وحدة وطنية حقيقية. وشدّد على أن هناك فريقاً (الاكثرية) لا يريد تأليف هذه الحكومة بحجة أن المطلوب إدخال حلفاء سوريا الى الحكومة. وقال نصر الله “نحن في حزب الله وحركة امل نمثّل كل حلفاء سوريا، لكن لماذا تمانعون دخول التيار الوطني الحر الذي اظهرت الانتخابات أنه يمثّل اكثر من 75 بالمئة من المسيحيين”. وسأل نصر الله: “من المسؤول عن الإحباط المسيحي، وإذا كان هناك إحباط مسيحي، فلأن حكومات الـ15سنة الماضية لم تحقق تمثيلاً مسيحياً حقيقياً ولا مشاركة كاملة، ولا تطبيقاً جدّياً لاتفاق الطائف. وإذا كان هناك من يريد بناء دولة قادرة وعادلة، فإن المدخل الوحيد لذلك هو المباشرة بتنفيذ اتفاق الطائف ولا سيما البند الاول منه الذي يدعو الى تأليف حكومة وحدة وطنية حقيقية”.
وفي موقف بدا كأنه نسف لآلية الحوار كما كانت قائمة، قال نصر الله إنه حتى إشعار آخر، لن يشارك شخصياً في جلسات الحوار لأسباب امنية، وذلك حفاظاً على سلامة المتحاورين وأرواحهم. وكشف من جهة ثانية، أن في لبنان من كان يرغب في عدم اطلاق عملية الإعمار. وكشف عن محادثات جرت مع رئيس الحكومة ر. وانتقد بشدة غياب الاجهزة الحكومية في الاسبوع الاول الذي تلى الحرب. وقال إن الحكومة ملزمة الآن إعلان موقف من المساعدات المقررة للناس الذين هدمت بيوتهم. وكرر التزام حزب الله إعادة المساكن الى الناس كما كانت عليه او ربما احسن. لكنه شدد على مسؤولية الدولة في ملاحقة هذا الامر.
من جهة ثانية، أكّد نصر الله “ان لا جولة ثانية من الحرب مع اسرائيل، وأن كلام تيري رود لارسن يخدم الاسرائيلي في الدرجة الاولى”. وقال: “لا اعلم اذا كان الاسرائيليون قد طلبوا من لارسن أن يأتي ليخوّف اللبنانيين، فهناك محاولة لفرض مطالب اسرائيلية جديدة، منها على سبيل المثال: نشر اليونيفيل في المطار والموانئ وعلى الحدود الشمالية، وقد هوّلوا بجولة ثانية لكي يخضع لبنان لهذه الشروط”.
وعن وضع مزارع شبعا قال: “ان اي ارض تقول عنها الدولة اللبنانية إنها لبنانية وتبقى تحت الاحتلال، من واجب المقاومة ومسؤوليتها ان تقاتل لتحريرها، وعلى طاولة الحوار كنت اقول فلتجتمع الحكومة اللبنانية وتعلن ان مزارع شبعا ليست لبنانية، وهذا ما لا تستطيع الحكومة فعله او التلاعب به” موضحا “ان كيفية ممارسة المقاومة مهماتها الدفاعية عن هذه الارض المحتلة هو حق تحتفظ به المقاومة لنفسها وليس مفروضاً علينا تقديم تطمينات او حتى تهويل”.
وأكد نصر الله ان قيادة الحزب لم تتوقع ولو واحداً في المئة ان عملية الاسر ستؤدي الى حرب بهذه السعة وبهذا الحجم لأنه في تاريخ الحروب هذا لم يحصل”. وقال “لو علمت ان عملية الاسر كانت ستقود الى هذه النتيجة لما قمنا بها قطعاً”. وأكد انه خلال فترة وجيزة بدأت الاتصالات للتفاوض حول التبادل مشيراً الى ان ايطاليا تحاول الدخول في الموضوع والأمم المتحدة مهتمة والتفاوض يتم عبر الرئيس نبيه بري.
بعد أقل من ساعتين على بثّ المقابلة التلفزيونية مع نصر الله، نقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن مسؤولين في رئاسة مجلس الوزراء الإسرائيلي قولهم إن إسرائيل نفت مساء أمس إجراء مفاوضات مع حزب الله لتبادل الأسرى.