بعد اللقاء «الباريسي» أواخر شهر تشرين الثاني من العام المنصرم، التقى الرئيس سعد الحريري ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية خارج لبنان مجدّداً ليل الجمعة الماضي، لمناقشة آخر المستجدات حول مسعى الحريري لدعم ترشيح فرنجية لرئاسة الجمهورية. وبينما تؤكّد مصادر متابعة لـ«الأخبار» حصول اللقاء في أوروبا من دون الإفصاح عن التفاصيل، نفت مصادر بارزة في تيار المردة حصوله. بدورها، نفت مصادر بارزة في تيار المستقبل حصول اللقاء، مشيرةً إلى أن «الرئيس الحريري لم يترك السعودية وعلى حدّ علمنا النائب فرنجية لم يترك لبنان»، وقالت المصادر إن «اللقاء لم يحصل بنسبة 99%، والـ1% المتبقية من أجل راحة الضمير».
جعجع يحضّر الأرضية لإعلانه ترشيح عون

في المقلب الآخر، يترك مسعى الحريري بالغ الأثر على العلاقة بين التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية. ومع أن التقارب بين القوات والتيار الوطني الحر سابق لمسعى الحريري بأشهر عدّة، إلّا أن التطوّرات المتسارعة تؤكّد أن مسألة إعلان رئيس القوات سمير جعجع ترشيح رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون للرئاسة باتت مسألة وقت، وليست مرتبطة بإعلان الحريري ترشيح فرنجية رسميّاً. وفيما لا يتوانى جعجع عن حشد صفوف حزبه وشرح موقفه من مسألة ترشيح عون أمام قاعدته الحزبية من خلال اللقاءات والاجتماعات الموسّعة، والتي حصل آخرها بداية الأسبوع الماضي، أكّدت مصادر لـ«الأخبار» أن السفير السعودي في بيروت علي عواض العسيري يبذل جهداً مع جعجع حتى لا يقدم على خطوة إعلان ترشيح عون. وكشف موقع «ليبانون ديبيت» المقرّب من القوات اللبنانية قبل يومين عن لقاء عقده جعجع مع خمسين كادراً يوم الثلاثاء الماضي لشرح أسباب ترشيحه عون. وقال جعجع بحسب الموقع إن «تسوية الحريري ــ فرنجية لو نجحت، كانت ستكرس إعادة إحياء فاضحة للمحور السوري ـــ الإيراني في لبنان»، معتبراً أن «فرنجية هو رأس حربة لهذا المحور». ورأى أن «المبادرة كرست واقعاً لا يمكن تخطيه وهو أن رئيس الجمهورية المقبل سيكون من فريق 8 آذار... وسوف نميل بطبيعة الحال إلى الخيار الأقل ضرراً، وبين عون وفرنجية سنختار عون». ووصف جعجع فرنجية بأنه «ينتمي إلى الخط السوري عقائدياً وتاريخياً، ومثله الأعلى عائلة الأسد وصديقه (الرئيس السوري) بشار (الأسد). كما أن فرنجية والقوات على طرفي نقيض بالفكر والتوجه والتاريخ، في حين أن الأمور مختلفة مع عون».
ووصف جعجع المبادرة بـ«الصفعة المدوية من الحريري للقوات اللبنانية التي لا يمكن السكوت عنها»، وتابع قائلاً إن «القوات والتيار هما من أفشلا التسوية، وبطبيعة الحال تضامن حزب الله مع عون، واستطاعت القوات أن تقلب محاولة عزلها من قبل تيار المستقبل الى تكريس معراب كممر أساسي لوصول أي مرشح لرئاسة الجمهورية».
وبحسب معلومات «الأخبار»، فإن الحريري يعمل على تطويق جعجع من خلال تمهيد الطريق أمام شخصيات مسيحية لزيارة الرياض ولقاء مسؤولين سعوديين. وتندرج زيارة الرئيس السابق ميشال سليمان للرياض أمس ولقاؤه الملك سلمان بن عبد العزيز، من ضمن «الأجندة» التي يعمل عليها الحريري، إذ علمت «الأخبار» أن زيارة سليمان للمملكة من ترتيب رئيس تيار المستقبل. ومن ضمن السياق، يحضّر الحريري لرئيس حزب الكتائب سامي الجميل زيارة للقاء مسؤولين سعوديين، ومن بعده عدد من الشخصيات المسيحية المستقلة في فريق 14 آذار. ويبدو بحسب مصادر مطلعة أن «الحريري يردّ على التحالف المستجد بين عون وجعجع، ويحاول كسر الاحتكار التمثيلي لهما في الشارع المسيحي، والقول إن الرياض تفتح الباب لأي شخصية مسيحية في فريق 14 آذار، لا جعجع فقط، وتعتبرها حليفاً أساسياً».