بعد أيام من قرار مجلس الدفاع الوطني تمديد مهمة القوات المسلحة المصرية في تنفيذ عمليات خارجية في اليمن، ضمن التحركات السعودية من أجل إعادة الرئيس اليمني الفار عبد ربه منصور هادي إلى السلطة، عادت منح الخليج إلى الواجهة مرة أخرى، مع أنها لم تكن مدرجة من قبل على أجندة الحكومة المصرية في موازنة الدولة بعد العطاءات السخية من ملوك الخليج في مؤتمر شرم الشيخ، الذي انعقد في آذار الماضي.ووقّع وزير الدولة الإماراتي، أحمد الجابري، أول من أمس، اتفاقات وبروتوكولات تعاون مع الحكومة المصرية لتنفيذ مشروعات اجتماعية ضمن حزمة المساعدات التي تعتزم الإمارات منحها للقاهرة خلال المدة المقبلة، وهي تشمل مساعدات في بناء المدارس وتوفير المياه وحل أزمتي المواصلات والسكن.
ووفقاً للإحصاءات الرسمية، فإن المساعدات الإماراتية التي حصلت عليها مصر خلال العامين الماضيين تعادل 6% من الناتج القومي المصري وتصل إلى 29 مليار درهم (100 دولار = 360 درهماً)، وهي مساعدات تصل إلى ضعف ما حصلت عليه من أبو ظبي منذ تأسيس الاتحاد الإماراتي عام 1971. وحصلت مصر حتى الآن على 47.3 مليار درهم مساعدات، منها 29 ملياراً بعد عزل «الإخوان المسلمين» عن السلطة قبل 26 شهراً.
وأعادت الحكومة التفاوض مع رجل الأعمال الإماراتي، محمد العبار، من أجل تنفيذ مشروع العاصمة الإدارية الذي يتوقع إعلان خطوات جدية فيه خلال الأيام المقبلة، وذلك بعد فشل المفاوضات خلال الشهور الماضية، للاختلاف على مصادر وآليات التمويل للمشروع الذي تصل تكلفته إلى 90 مليار دولار، مقسمة على مرحلتين.
حتى الآن، تتكتم الحكومة على تفاصيل المفاوضات الجديدة مع العبار وسط توقعات بالإعلان الرسمي لآليات تنفيذ المشروع مباشرة دون الخوض في تفاصيل الاتفاقات، سواء أكان التنفيذ مع العبار عبر شركته الجديدة «كايرو كابيتال»، أم عبر تحالف بين الشركات المصرية بإشراف من «الهيئة الهندسية للقوات المسلحة».
مكافأة القاهرة على دورها في حرب اليمن لم تتوقف على الإمارات بل امتدت إلى السعودية التي أكد سفيرها في القاهرة، أحمد القطان، متانة العلاقات المصرية ــ السعودية، نافياً ما تردد في الأوساط الإعلامية والسياسية من جمود في العلاقة بين القاهرة والرياض بسبب خلافات في وجهات النظر بشأن التعامل مع جماعة «الإخوان»، خاصة أن السعودية بعد وصول الملك سلمان إلى الحكم خففت ضغوطها على الدوحة بشأن أعضاء «الإخوان» وكذلك أظهرت تقارباً للمصالحة في عدة تصريحات رسمية.
ومن المقرر أن يصل وليّ وليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان اليوم، إلى القاهرة لحضور حفل افتتاح قناة السويس في زيارة هي الثانية له في أقل من أسبوع، بعدما شهد حفل تخرج دفعة جديدة من الكلية الحربية مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، نهاية الأسبوع الماضي.
وستعقد جلسة مباحثات ثنائية بين السيسي وابن سلمان على هامش حفل الافتتاح، فيما يتوقع أن يبلغ وزير الدفاع السعودي رد ملك بلاده على الرسالة التي أرسلها له السيسي الأسبوع الماضي، وسط توقعات بمنح اقتصادية جديدة من الرياض دون أن تحدد قيمتها أو طريقة تقديمها.