نجوم التمثيل والغناء يستثمرون شعبيّتهم في المنافسات الانتخابيّة ديما شريف
حين أصدر نجم الهيب ـــــ هوب الأميركي من أصل هاييتي وايكليف جان، نجم فريق «فوجيز» السابق، أغنيته «لو كنت رئيساً» منذ سنتين، لم يكن أحد يتوقع أنّه سيفكر جدياً في الترشح إلى منصب رئيس الجمهورية في بلاده الأم هاييتي. وكانت المفاجأة كبيرة حين أعلن جان لمجلة «تايم» الأميركية نيّته الترشح إلى رئاسة الجمهورية في انتخابات 28 تشرين الثاني المقبل. قرار جان قوبل بترحيب من بعض مواطنيه، فيما انتقده آخرون بما أنّه عاش معظم حياته في الولايات المتحدة. ودافع هو عن نفسه بأنّه كان دائماً يعود لزيارة أقربائه ولم يتخلّ عن بلده في محنته الأهم، أي الزلزال الذي وقع بداية العام. فهو ساعد مواطنيه عبر مؤسسته الخيرية «ييلي هاييتي». وقال إنّ الزلزال هو ما دفعه إلى الترشح.
أما الرفض الأكبر فجاء من قبل الممثّل الأميركي شون بين، الذي يعيش في هاييتي منذ بدء الزلزال، ويتهم جان بسرقة 400 ألف دولار من أموال المؤسسة المخصصة للناس في البلاد، وزيارة وطنه مرات قليلة منذ حصول الكارثة، والاستعراض في الشوارع بسيارات فخمة، أي إنّه يتصرّف كالسياسيين تماماً.

يواجه وايكليف جان منافسة من مغنٍّ هاييتي آخر يدعى ميشيل مارتيلي

وبغض النظر عن رأي الناس في ترشيحه، فهو سيواجه معركة كبيرة ضد عمه جوزف، سفير هاييتي في واشنطن، إضافة إلى أحد أبرز الموسيقيين في البلاد وهو ميشال مارتيلي الذي سبقه إلى الترشح بأيام معدودة وهو يتمتع بشعبية كبيرة جداً في هاييتي وسيمثّل منافسة جدية لجان لو قرر الاستمرار بالترشح.
لكنّ جان ليس أول مغنّ أو ممثّل يحاول الدخول إلى عالم السياسية. فقد سبقه كثيرون، بعضهم نجح في فرض نفسه بين كبار رجال السلطة، وفشل آخرون في دخول هذا النادي الحصري.
قد يكون أشهر هؤلاء هو الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان. فحاكم كاليفورنيا الأسبق الذي يعدّ من أشهر الرؤساء استطاع أن يحكم لفترتين رئاسيتين. وريغان كان قبل دخوله عالم السياسة فناناً معروفاً في هوليوود، شارك في أفلام وسترن كثيرة. وبعدما انتقل من الحزب الديموقراطي إلى الجمهوري في 1962 وشارك في إلقاء الخطب في التجمعات الحزبية، أقنعه بعض الفاعلين في حزبه الجديد بالترشح إلى حاكمية كاليفورنيا. ورغم أنّه لم يصبح رئيساً إلا في 1980، إلا أنّه كان قد حاول سابقاً في 1968 و1976 دون أن ينجح في الحصول على ترشيح حزبه.
كاليفورنيا أيضاً شهدت انتقال نجم أفلام الحركة آرنولد شوارزنيغر إلى مكتب الحاكم في الولاية، وهو ينهي اليوم ولايته الثانية. ويعود سبب اهتمام شوارزنيغر بالسياسة إلى ارتباطه بأكبر عائلة سياسية في الولايات المتحدة أي عائلة «كينيدي»، عبر زواجه من المذيعة التلفزيونية ماريا شرايفر، وهي ابنة أخت الرئيس الأميركي الأسبق جون كينيدي. ولكنّ آرنولد يختلف عن العائلة الشهيرة بأنّه جمهوري.
في المقابل، انتقل الممثل الكوميدي كال بين منذ سنتين إلى البيت الأبيض بعد مشوار ناجح في مسلسل «24»، ليصبح مساعد مدير التواصل العام في إدارة الرئيس باراك أوباما. وفي نهاية الثمانينيات، كان الممثل والمخرج المعروف كلينت ايستوود عمدة مدينة كارمل في ولاية كاليفورنيا إلى جانب النجاح في مسيرته الفنية.
خارج الولايات المتحدة، الوضع مماثل. جوزف استرادا، الرئيس الثالث عشر للفيليبين، كان أشهر ممثّل في البلاد، قبل أن يقرر دخول عالم السياسة فيصبح عمدة لإحدى المدن ثم عضو مجلس الشيوخ، ونائباً للرئيس ثم رئيساً في 1998، قبل أن يستقيل في 2001 قبل إكمال ولايته لتورّطه في قضايا فساد.
في آسيا أيضاً، شهدت الهند ترشح نجمها الأكبر، اميتا باتشان، إلى منصب نائب عن حزب المؤتمر في 1984. ورغم نجاحه، بقي باتشان في منصبه ثلاث سنوات فقط، واستقال معتبراً أنّه لا يصلح للسياسة.
كذلك فإنّ رئيس بولندا الراحل ليخ كاتشينسكي وشقيقه التوأم جاروسلاف، الذي كان رئيساً للوزراء، كانا نجمين تلفزيونيين في بلادهما أثناء طفولتهما. أما نجمة أفلام البورنو الإيطالية آنا ستالر، المعروفة باسم «لا شيكيولينا»، فقد أصبحت في نهاية الثمانينيات نائبة في البرلمان عن «الحزب الراديكالي». وحاولت مواطنتها نجمة الإغراء المشهورة جينا لولوبريجيدا الترشح عن أحد مقاعد البرلمان الأوروبي منذ سنوات، ولكنّها خسرت الانتخابات. وكان مرشح اليسار في انتخابات الرئاسة الألمانية في 2009 الممثل والمخرج بيتر سودان. ومنذ أسابيع انتخب الممثّل الهزلي الآيسلندي جون غنار رئيساً لبلدية العاصمة ريكيافيك.

بقي الموسيقي جيلبرتو جيل وزيراً للثقافة في البرازيل لمدى خمس سنوات

من التمثيل إلى الغناء والموسيقى، إذ أصبح الموسيقي البرازيلي جيلبرتو جيل وزيراً للثقافة في 2003، وبقي في منصبه حتى 2008، ليعود إلى التفرغ لعمله الأصلي. أما نجم فرقة «ميدنايت أويل» الأوسترالية بيتر غاريت، فهو وزير البيئة في الحكومة الحالية وكان نائباً في السابق. في المقابل، قررت المغنية اليونانية نانا موسكوري عدم تجديد تجربتها في البرلمان الأوروبي بعد عمل سياسي في «صفوف حزب الشعب الأوروبي». ويمارس النجم الروسي نيكولاي راستروغيف مهماته في الدوما.
ولم ينجح عضو فرقة «بلور» (BLUR) البريطانية ديف راونتري، الفاعل في صفوف حزب العمال، في الانتخابات التشريعية في بلاده في أيار الماضي. أما الموسيقي الذي استطاع الوصول إلى منصب كبير فهو رئيس مدغشقر الحالي اندري راجولينا، الذي كان منسّق أغان في السابق. في المقابل، فإنّ المغني الشهير في السبعينيات سوني بونو، الذي كان مع زوجته السابقة المغنية شير يؤلّفان ثنائياً موسيقياً، انتقل في الثمانينيات إلى عالم السياسة ليخدم مرات عدّة في مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا.


... وللرياضيين حصتهم أيضاً