خاص بالموقع - لمّح قائد القوات الأميركية والدولية في أفغانستان، ديفيد بترايوس، إلى احتمال تأجيل موعد انسحاب القوات من هذا البلد كما حدده الرئيس باراك أوباما، على اعتبار أن هذا الموعد غير ملزم وغير كاف لتحقيق النجاح، وهذا أمر لا يشاركه فيه الرأي وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس.وفي مقابلة مع صحيفة «لوس أنجليس تايمز»، قال غيتس «لا يوجد شك لدى أيّ كان في أننا سنبدأ بسحب قواتنا في تموز 2011». وأشار إلى إمكان البدء بنقل المسؤوليات الأمنية إلى القوات الأفغانية في وقت قد لا يتعدى بداية العام المقبل.
إلا أن بترايوس صرّح في مقابلة مع شبكة «أن بي سي» الأميركية رداً على سؤال عمّا إذا كان بإمكانه أن يرفع توصية الى الرئيس الأميركي في تموز من العام المقبل يقول فيها إن البدء بالانسحاب من أفغانستان سابق لأوانه، أجاب بترايوس «بالتأكيد، أجل». وأضاف «لقد أجرينا محادثات جيدة بشأن هذا الأمر، وأعتقد أنّ الرئيس كان واضحاً للغاية حين قال إن (الانسحاب) عملية لا حدث، وإنه رهن ظروف» ميدانية.
وتابع «الرئيس وأنا جلسنا في المكتب البيضاوي وقد أعلن لي بوضوح شديد أن ما يريده مني هو أفضل نصيحة عسكرية يمكنني تقديمها».
وقال بترايوس في أولى مقابلاته منذ توليه قيادة أكثر من 140 ألف جندي في أفغانستان الشهر الماضي، إنه مستعد للتفاوض مع عناصر «طالبان» «الذين لم تلطّخ أيديهم الدماء».
وأكد أن سياسة جديدة لإجراء مصالحة مع «طالبان» وإعادة دمج مقاتليها «باتت وشيكة»، مشيراً الى أن القلق من احتمال عودة القاعدة يشجّع النقاش في أفغانستان بشأن مصالحة دائمة.
وأضاف «أعتقد أنّ هناك احتمالاً كبيراًَ لأن تجري إعادة دمج على المستويين المنخفض والمتوسط، وكذلك بعض الخروق للقيادة العليا يمكن تعريفها بأنها مصالحة».
وفي مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» قال بترايوس إنّ 365 من قادة المتمردين و2400 من المقاتلين العاديين قُتلوا أو أُسروا خلال الأشهر الثلاثة الماضية. وأضاف إنّ هذه العمليات دفعت «بعض القادة وبعض العناصر في التمرد إلى بدء محادثات المصالحة مع الحكومة الأفغانية»، واصفاً تلك المحادثات بأنها مفيدة.
وسعى كل من غيتس في مقابلته مع «لوس أنجليس تايمز»، وبترايوس في مقابلاته مع شبكة «إن بي سي» وصحيفتي «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست»، إلى طمأنة الشعب الأميركي المتشكّك إلى أنّ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يمكنه أن ينجح في تحقيق أهدافه.
ونُشرت هذه المقابلات قبل ساعات من إعلان موقع «اي كاجوالتيز. أورغ» أنّ العدد الإجمالي لأفراد القوات الأجنبية الذين قُتلوا منذ بدء الحرب في أفغانستان في 2001 تجاوز الألفي قتيل، من بينهم 1226 أميركياً، و331 بريطانياً.
والأسبوع الماضي، ذكرت الأمم المتحدة أنّ عدد القتلى من المدنيّين في الحرب الأفغانية ارتفع ارتفاعاً كبيراً خلال الأشهر الستة الأولى من هذا العام ليصل إلى 1271 أفغانياً، بينما وصل عدد الجرحى إلى 1997 جريحاً.
واقترحت قيادة «طالبان» التعاون مع القوة الدولية التابعة لحلف شمال الأطلسي «إيساف» للتحقيق في مسألة المدنيين الذين يقتلون في أفغانستان، بعد أيام على اتهام الأمم المتحدة الحركة المتمردة بأنها مسؤولة عن الجزء الأكبر من الخسائر في أرواح المدنيين. غير أن حلف الأطلسي سارع الى رفض هذا الاقتراح.

(أ ف ب)