خاص بالموقع- أوضحت إفادة الشاب الإيكواتوري وهو الناجي الوحيد من المجزرة التي وقعت في ولاية تاماوليباس في شمال شرق المكسيك والمحاذية لولاية التكساس بأنّ القتلى الـ72 الذين تم اكتشافهم في مزرعة نهار الثلاثاء الماضي ينتمون إلى مجموعة من المهاجرين من أميركا الجنوبية والوسطى كانت قد دخلت المكسيك من ولاية الشياباس وتريد التوجه إلى الولايات المتحدة.
وكان لويس بوماديليا وعمره 19 سنة نجح في الهرب بعدما أصيب بطلق في وجهه وقد ظن الخاطفون بأنّه مقتول. ووصل بوماديليا إلى حاجز للجيش بعد ظهر يوم الثلاثاء وأبلغ عما حدث، ما أدى إلى إرسال طوافات وقوى مسلحة مترجلة إلى المزرعة الموجودة على بعد 165 كلم من الحدود مع الولايات المتحدة حيث جرى تبادل إطلاق نار مع العصابة الخاطفة، ما أدى الى مقتل جندي وثلاثة عناصر من المجموعة، فيما فر الباقون، وذلك قبل اكتشاف جثث المهاجرين.

وفيما أوضحت الشرطة أنّ العناصر الخاطفة تنتمي إلى مجموعة «لاس زيتاس»، دلّت إفادة الشاب الإيكواتوري على أنّ الضحايا ينتمون بأكثريتهم إلى مهاجرين من هندوراس والسلفادور، إضافة إلى 4 برازيليين. وبعد دخولها الى المكسيك وهي في طريقها إلى الولايات المتحدة، جرى توقيف المجموعة المؤلفة من 54 رجلاً و18 امرأة ونقلها إلى المزرعة قبل سلب أعضائها ممتلكاتهم وتصفيتهم.

والمقابر الجماعية أخذت تتحول إلى روتين في الصراع الدموي الدائر في المكسيك والتي ارتفعت حصيلته منذ أن قرر الرئيس كالديرون قبل ثلاث سنوات ونصف إعلان الحرب على كارتيلات المخدرات إلى 28 ألف قتيل. وقد اكتشفت 55 جثة في شهر أيار في منجم جنوب العاصمة مكسيكو وأيضاً 52 جثة الشهر الماضي في مكب نفايات قرب مدينة مونتيري الشمالية.

ومجموعة «لاس زيتاس» المؤلفة من جنود متقاعدين كانت تعمل كميليشيا مسلحة لـ«كارتيل الخليج» – منظمة إجرامية عريقة كانت تسيطر على طرق التموين منذ عقود - قبل أن تنشقّ عنه عام 2007 وتخوض حرباً ضارية ضده. ويدل مسلسل الأحداث الجارية منذ بداية السنة على أنّ «لاس زيتاس»، إضافة إلى تهريب المخدرات، صارت تتخصص أيضاً بعمليات خطف المهاجرين وسلبهم وتطالب بفدية للإفراج عنهم، وتصفّيهم أحياناً للمتاجرة بأعضائهم أو تجندهم في صفوفها أو تلجأ إليهم لإدخال المخدرات – وخصوصاً الكوكايين - إلى الولايات المتحدة.

(الأخبار)