خاص بالموقع- نشر الموقع الإلكتروني «ويكيليكس»، مذكرة سرية لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية تحذر من العواقب إذا أصبح يُنظر إلى الولايات المتحدة على أنها دولة «تصدّر الإرهاب»، بالنظر إلى اهتمام تنظيم القاعدة بتجنيد مواطنين أميركيين.
وعُدّت المذكرة التي أعدتها «الخلية الحمراء» في وكالة الاستخبارات، أحدث مذكرة سرية ينشرها الموقع الذي أذاع الشهر الماضي أكثر من 70 ألف وثيقة عسكرية أميركية سرية عن الحرب في أفغانستان.

وقالت المذكرة المكوّنة من ثلاث صفحات إن الولايات المتحدة قد تخسر نفوذها على حلفائها للتعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وخاصة في «الأنشطة التي تقع خارج نطاق القضاء». وحذرت من أن حكومات أجنبية قد تتخذ خطوة غير عادية بالعمل سراً لانتزاع مواطنين أميركيين يشتبه بتنفيذهم أعمالاً متطرفة في الخارج.

واعتبرت المذكرة أنه «إذا أصبح ينظر إلى الولايات المتحدة على أنها تصدّر الإرهاب، فإن الحكومات الأجنبية قد تطلب ترتيبات للمعاملة بالمثل، قد تؤثر على السيادة الأميركية».

وأوضحت أن حكومات أجنبية قد تطلب معلومات عن مواطنين أميركيين أو تطلب «تسليمهم» أو نقل مشتبه به في قضايا الإرهاب في الخارج سراً خارج نطاق القضاء، لافتةً إلى أنه «إذا رفضت الولايات المتحدة التجاوب مع طلبات الحكومات الأجنبية للتسليم، فإن ذلك قد يجعل بعض الحكومات تدرس انتزاع مواطنين أميركيين سراً».

وحذرت المذكرة أيضاً من احتمال عرقلة جهود الولايات المتحدة. واستشهدت بقضية إيطالية مقامة على ضباط لوكالة الاستخبارات المركزية أدينوا العام الماضي بخطف مشتبه به في الإرهاب في ميلانو ونقله جواً إلى مصر حيث يقول إنه تعرض للتعذيب خلال الاستجواب.

واعتبرت المذكرة أن «انتشار مثل هذه الحالات سيضر بالعلاقات الثنائية للولايات المتحدة مع البلدان الأخرى وكذلك بالجهود العالمية لمكافحة الإرهاب».

واستشهدت المذكرة بحالات أميركيين تورطوا في مؤامرات مزعومة في باكستان والهند وأماكن أخرى، مشيرةً إلى أنه «خلافاً للاعتقاد الشائع فإن تصدير الأميركيين للإرهاب أو الإرهابيين ليس ظاهرة نشأت حديثاً».

وتقول المذكرة «كنا في الأساس قلقين خشية أن تسرّب القاعدة عملاء لها إلى داخل الولايات المتحدة لشن هجمات إرهابية، لكن القاعدة قد تبحث على نحو متزايد عن أميركيين للقيام بعمليات في الخارج».

وأضافت «لا شك بأن القاعدة وجماعات إرهابية أخرى تدرك أن الأميركيين قد يكونون عناصر ذات قيمة عالية في العمليات الإرهابية في الخارج»، مشيرةً إلى أن المواطنين الأميركيين يعتبرون عناصر ثمينة في نظر المنظمات الإرهابية لأن رصدهم أصعب. فهم لا تبدو عليهم السحنة المألوفة للعربي المسلم ويمكنهم الاتصال بسهولة بالقادة من خلال إمكانيات استخدامهم «بلا قيود» للإنترنت والوسائل الأخرى.

ولا يبدو أن المذكرة التي أذاعها «ويكيليكس» تكشف أي أسرار دولة.

وهوّنت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية من شأنها، مشيرة إلى أن فرق المحللين في وحدة «الخلية الحمراء» بالوكالة مكلفة بإثارة احتمالات افتراضية وعرض وجهات النظر البديلة التي تختلف عن التفكير السائد.

وقال المتحدث باسم الوكالة، جورج ليتل، «هذه الأنواع من التحليلات المحددة بوضوح أنها من الخلية الحمراء بالوكالة تهدف ببساطة إلى التشجيع على التفكير وتعرض مختلف وجهات النظر».

ومثل هذه الوثائق تُوزّع على نطاق واسع داخل أوساط الاستخبارات مقارنةً بالوثائق السرية للغاية التي يكون توزيعها مقيداً.

(رويترز)