وافقت كوبا على الإفراج عن 52 سجيناً سياسياً تدريجاً إثر وساطة قامت بها الكنيسة الكاثوليكية، فيما أبدت إسبانيا استعدادها لاستقبالهم مع عائلاتهم
أعلنت الكنيسة الكاثوليكية، أمس، أن السلطات الكوبية قررت الإفراج عن 52 معتقلاً سياسيّاً في مهلة أقصاها شهر تشرين الثاني المقبل. وفيما بات إطلاق سراح 5 منهم «وشيكاً»، سيُفرج عن الباقين تدريجاً من السجون في مهلة أقصاها أربعة أشهر. كما سيُنقل ستة معتقلين إلى سجون قريبة من مراكز إقامة أهلهم.
في الوقت ذاته، عرف من صديق مقرب من الصحافي المنشق غوستافو فارينياس، المضرب عن الطعام منذ أكثر من 130 يوماً، أن هذا الاخير قرر وضع حد لإضرابه بمجرد الإعلان عن الاتفاق وإطلاق أول دفعة من المعتقلين.
وجاء الإعلان عن خبر إطلاق المعتقلين، الذين يشكلون الجزء الباقي من مجموعة المعارضين الذين حوكموا عام 2003، بعد اجتماع جمع أول من أمس الرئيس الكوبي راوول كاسترو، بوزير خارجية إسبانيا ميغيل أنخيل موراتينوس بوجود وزير خارجية كوبا برونو رودريغيز والكاردينال خايمي أورتيغا.
ويرجح أن ينتقل الخمسة، الذين سيُطلق سراحهم، إلى إسبانيا مع عائلاتهم برفقة الوزير موراتينوس الذي أنهى زيارته أمس.
وعبّر موراتينوس عن شكره الكبير لهذه الخطوة، معتبراً أنه «الآن تبدأ مرحلة جديدة ميزتها الرغبة في معالجة نهائية لمسألة المعتقلين».
كذلك، عبّرت شخصيات معارضة عن رضاها عن سير الأمور. وفيما وصف الناطق باسم اللجنة الكوبية لحقوق الإنسان ـــــ المستقلة

يُرجح أن تؤدي الخطوة إلى انفراج بين الجزيرة الشيوعية والمجموعة الأوروبية
ـــــ، إليزاردو سانشيز، القرار بأنه «إيجابي مع أنه لا يعني أن واقع حقوق الإنسان يتحسن»، قالت زعيمة جمعية «السيدات البيضاء»، التي تضم ذوي المعتقلين، لورا بولين، التي من المحتمل أن يكون زوجها بين الذين سيُفرج عنهم، «أعتقد أننا على أبواب تغيير نوعي، قد تكون الخطوة الأولى لإدراك حرية حقيقية، ديموقراطية حقيقية». أما والدة غوستافو فارينياس فاكتفت بالقول: «أشعر بأني ولدت من جديد».
ومن المرجح أن تؤدي الخطوة الأخيرة، وهي الأهم منذ بداية وساطة الكنيسة مع النظام الكوبي، إلى إنفراج بين الجزيرة الشيوعية والمجموعة الأوروبية التي كانت ترهن منذ سنوات أي اتفاق مع كوبا بواقع حقوق الإنسان.
وكانت إسبانيا قد أقنعت شركاءها بتأجيل «موقف المجموعة العام من كوبا» من الشهر الماضي إلى أيلول المقبل لـ«إعطاء فرصة للحوار الدائر بين الكنيسة والنظام».
أما وزارة الخارجية الأميركية، فأصدرت بياناً متحفظاً أكدت فيه «أنها تعمل لتتأكد من صحة الخبر الذي ستعتبره تطوراً إيجابياً إذا تحقق».
من جهةٍ ثانية، أكد الطبيب أرماندو كاباييرو، المكلف متابعة فارينياس القابع في مستشفى سانتا كلارا منذ آذار الماضي، أن وزن الأخير «زاد بين 4 و6 كيلوغرامات منذ وصوله المستشفى لأننا نغذيه بالمصل».
(الأخبار)