خاص بالموقع- كشفت مصادر رئاسية سودانية أنّ غياب الرئيس السوداني، عمر حسن البشير، عن قمة الاتحاد الأفريقي المنعقدة في أوغندا، وخفض التمثيل الرسمي السوداني، رغم اتجاه القمة لإصدار قرار يحثّ الدول الأفريقية على عدم اعتقال الرئيس السوداني، المتّهم بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية، يأتيان على خلفية امتعاض سوداني من تصرّفات الرئيس الأوغندي يوويري موسيفيني.
وقالت مصادر سودانية إنّ الخرطوم لم ترسل وزيراً حتى إلى القمّة، واكتفت بتكليف المندوب السوداني الدائم لدى الاتحاد الأفريقي برئاسة وفد بلاده.

وقال مصدر رئاسي «لا يتعلق ذلك بخوف الرئيس من إلقاء القبض عليه»، واستطرد قائلاً «يمكننا إرسال نائب الرئيس كبديل لكننا لن نرسله أو نرسل أيّ وزير».

وتأتي خطوة السودان، الذي دائماً ما يحرص على خطب ودّ حلفائه الأفارقة، رداً على زلّة دبلوماسية من الرئيس الأوغندي، الذي قال في السادس من الشهر الحالي، إن البشير الملاحق من المحكمة الجنائية الدولية ليس مدعوّاً للقمة، قبل أن يتراجع على وقع مطالب الخرطوم من الاتحاد الأفريقي نقل مقر انعقاد القمة احتجاجاً.

كذلك أثار موسيفيني استياء الرئيس السوداني بعدما تغيّب عن حفل تنصيبه عقب فوزه بولاية جديدة، فيما زار جوبا، لحضور تنصيب رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت، الذي يشغل أيضاً منصب نائب البشير على المستوى الوطني.

في هذه الأثناء، اتهم الاتحاد الأفريقي المحكمة الجنائية الدولية بازدواجية المعايير، وباستهداف القارّة. وطلبت مسودة قرار من الدول الأعضاء عدم اعتقال البشير.

ووفقاً لما تضمنه مشروع القرار «يكرّر (الاتحاد الأفريقي) قراره ألا تتعاون الدول الأعضاء في الاتحاد مع المحكمة الجنائية الدولية في اعتقال الرئيس البشير وتسليمه».

ويوجّه مشروع القرار الانتقاد بالاسم إلى رئيس الادّعاء في المحكمة لويس مورينو أوكامبو. وجاء في مشروع القرار «يعبّر الاتحاد الأفريقي عن القلق بشأن سلوك رئيس الادّعاء في المحكمة الجنائية الدولية، الذي يدلي بتصريحات غير مقبولة بشأن قضية الرئيس السوداني البشير، وبشأن مواقف أخرى في أفريقيا».

ويقول بعض الزعماء الأفارقة إن المحكمة تركّز على محاكمة الأفارقة وتتجاهل مجرمي حرب في قارات أخرى.

وفي السياق، أعلن رئيس مالاوي، بنغو وا موثاريكا، الذي يتولّى حالياً رئاسة الاتحاد الأفريقي أنّ ملاحقة الرئيس السوداني «تسيء إلى السلام والأمن في أفريقيا».

ودعا رئيس مالاوي «إلى إيجاد حل» للمشكلة التي تطرحها برأيه مختلف مذكّرات التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس البشير، مشيراً إلى «أنّ وضع رئيس يمارس مهمّاته تحت وطأة مذكّرة توقيف يسيء إلى التضامن الأفريقي وإلى السلام والأمن في أفريقيا، اللذين حاربنا من أجلهما طيلة سنوات».