عادة ما تباشر إيران بخطوات استباقية قبل أي موعد يحدده الغرب لفرض إجراءات جديدة عليها. خطوتها الحالية جاءت عبر إعلان تطوير جيل جديد من أجهزة تخصيب اليورانيومأعلنت طهران أمس عن «جيل ثالث» جديد من أجهزة للطرد المركزي لها القدرة على تخصيب اليورانيوم بسرعة أكبر، وذلك غداة محادثات «بناءة» للقوى الست المعنية بمناقشة الملف النووي الإيراني، في مقر البعثة البريطانية لدى الأمم المتحدة، حيث بُحثت عقوبات جديدة على الجمهورية الإسلامية.
وعُرض أمس خلال مراسم احتفالات اليوم الوطني للتقنية النووية في العاصمة الإيرانية، نموذج من الجيل الثالث لأجهزة الطرد المركزي، برعاية الرئيس محمود أحمدي نجاد.
وأعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، أن «علماءنا تمكنوا من صنع جيل ثالث من أجهزة الطرد المركزي، وقد اختُبرت بنجاح، وهي تتميز بقدرة على التخصيب أكثر بست مرات (من طاقة الأجهزة الحالية)».
وأضاف صالحي أن «أجهزة الطرد المركزي هذه لا تسمح لنا بمضاعفة قدرتنا على فصل (اليورانيوم) فحسب، بل أيضاً على إنتاج مزيد (من اليورانيوم المخصب) في وقت أقل». وأوضح المسؤول الإيراني أن طهران تعمل على إنشاء موقع لتحويل هذا اليورانيوم إلى وقود نووي لمفاعل طهران للأبحاث الطبية. وأكد أنه اتُّخذ قرار ببناء المنشآت المتعلقة بتخصيب اليورانيوم في موقع فردو، في إجراء احترازي من التهديدات والحرب النفسية لبعض الدول تجاه النشاطات النووية السلمية الإيرانية، وللحؤول دون إيجاد أي إخلال في مسار توفير الوقود للمفاعلات النووية.
أوباما: ليس هناك ما يضمن أن تغير العقوبات سلوك إيران
في هذا الوقت، رأى الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في حديث لبرنامج «صباح الخير يا أميركا» الذي تبثه قناة «إيه.بي.سي»، أنه ليس هناك ما يضمن أن تغير العقوبات سلوك إيران. لكنه عبّر عن اعتقاده بأن تواصل الضغط الدولي قد يغير حسابات طهران النووية بمضي الوقت. وكانت الصين قد انضمت إلى روسيا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وألمانيا، في محادثات نيويورك. وقال مندوب الصين لدى الأمم المتحدة، لي باودونغ، بعد اجتماع استمر قرابة ثلاث ساعات: «كانت مباحثات بناءة للغاية».
وأضاف لي أن المجموعة تعتزم أن تجتمع ثانية الأسبوع المقبل، موضحاً أن الصين ملتزمة بمنهج المسارين في مسألة البرنامج النووي الإيراني. وهو عرض حوافز اقتصادية وسياسية إذا أوقفت طهران برنامجها لتخصيب اليورانيوم، والتهديد بالعقوبات إن هي رفضت.
وكشف دبلوماسيون على دراية بالمحادثات عن أن الوفود كانت بعيدة عن الاتفاق على مجموعة رابعة من العقوبات على إيران، وقالوا إنه على الرغم من أن الوفود الأميركية والأوروبية سترغب في إصدار قرار هذا الشهر، إلا أن المفاوضات قد تستمر حتى حزيران على الأقل.
أمّا مندوبة الولايات المتحدة، سوزان رايس، فوصفت من ناحيتها الاجتماع بأنه «يستحق العناء»، فيما تنبأ مندوب روسيا فيتالي تشوركين، بأن المباحثات بشأن العقوبات «ستكون صعبة».
(مهر، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)