• الحملة على إيران هي ضدّ شيعة العراق
• لا دور للحرس الثوري بل للسعوديّة
• يحاربني الأميركيّون لدوري في «الائتلاف»

أجرى الحوار في طهران محمد شمص
أبو مهدي المهندس، أو النائب في البرلمان العراقي جمال جعفر، شخصية غامضة. «رجل إيران في العراق» ومطلوب أميركياً. يدعم المقاومة المسلّحة ضد الاحتلال الأميركي، حتّى إنّ لقبه هو «عماد مغنية العراق»

ما هي الصلة التي تربطك بإيران؟ هل صحيح أنك رجل الحرس الثوري في العراق؟
- علاقتي بإيران طبيعية كمعارض لنظام حزب البعث، وكان طبيعياً أن نعمل من الأراضي الإيرانية ضد النظام السباق. وباتت هذه العلاقة مع الجمهورية الإسلامية تهمة، لكنها ليست كذلك بالنسبة إلينا، لأنه لم يكن عندنا أي طريق آخر سوى إيران التي دعمت المعارضة بمختلف مكوّناتها.

لكن الاتهامات الأميركية الموجهة إليك هي بشأن علاقتك الحالية بقيادات الحرس الثوري وأنك مستشار قائد فيلق القدس.
- الدولة العراقية أُنشئت على أساس طائفي، وإلصاق تهمة الإيرانية بالشيعة العرب العراقيين قديمة، عمرها نحو مئة سنة. الآن يلصقون هذه التهمة بي، وعندما يتحدثون عن النفوذ الإيراني، يقصدون به وصول الشيعة إلى الحكم في العراق. والكثير ممّا يثار بشأن إيران هو حملة إعلامية ونفسية ضدها وضد شيعة العراق في الدرجة الأولى.

هل تعني أنه لا دور للحرس الثوري في العراق؟
- حتماً لا دور لهم، بل هناك تدخّل عربي. فالسعودية حالياً تمثّل مع عدة دول في المنطقة لجنة اسمها 6+2، تضم إلى السعودية، مصر والأردن والإمارات والكويت إضافة إلى تركيا، ومدير الاستخبارات الأميركية ومدير الاستخبارات الخارجية البريطاني MI6، ألّفوا هيئة لمتابعة الشأن العراقي.

لماذا وضعت واشنطن اسم أبو مهدي المهندس على اللائحة السوداء للإرهاب؟
- حتى الآن، لا أدري هل هي لائحة سوداء للإرهاب، أم شي آخر، لكون القرار صدر عن وزارة الخزانة الأميركية. أنا لم أذهب إلى الولايات المتحدة، هم جاؤوا إلى العراق الذي أصبح مستعمرة تابعة للاحتلال. وما قام به الأميركيون في النجف سنة 2004 من هجمات مسّت المقدسات الإسلامية، وما ارتكبته قوات الاحتلال وشركاتها الأمنية من جرائم، حرّكا الكثير من الشباب لمقاومة الاحتلال.

نحن كعرب وكمسلمين ننظر بإكبار وتقدير إلى حزب الله. تجربته نموذجية وسنستفيد منها حتماً
كونك داعم للمقاومة المسلحة ضد الاحتلال، ثمة من ينسب إليك قيادة مجموعات مقاومة. ما هي صلتك بـ«كتائب حزب الله» في العراق، وغيرها من مجموعات المقاومة التي تنفذ عمليات عسكرية نوعية ضد الاحتلال الأميركي؟
- الأميركيون يتحسّسون منّي بسبب خلفيّتي الجهادية وحضوري في أكثر من ساحة، وخصوصاً في أحداث النجف وما تلاها. كذلك تحسّسوا منّي بسبب الدور المتواضع الذي قمت به في إنشاء «الائتلاف الوطني العراقي» الأوّل الذي مثّل الجمعية الوطنية، وفي الائتلاف الثاني، حيث اكتشف السفير الأميركي آنذاك زلماي خليل زاد دوري، وهو الذي كان يتعامل بطائفية في الملف العراقي، وعمل على إخراجي من العملية السياسية وكيل الاتهامات لي.

هل تدعم المقاومة العراقية؟ أم أنك المسؤول عنها؟
- طبعاً لست مسؤولاً عنها.

وماذا بشأن ضلوعك في تفجيرات السفارتين الأميركية والفرنسية في الكويت عام 1983، واتهامك بالتورّط في محاولة اغتيال أمير دولة الكويت؟
- هذا الموضوع قديم جداً، وحتى الآن لم أسمع بأن الحكومة الكويتية تريد إثارته، لأنّه حساس جداً، وإثارته تسيء إلى العلاقات بين البلدين. ورغم ذلك، أنا مستعد للمثول أمام محكمة عراقية صالحة بالاتفاق بين الحكومتين العراقية والكويتية، شرط أن تفتح الملفات الأخرى، على الأقل الملفات الشخصية المتعلقة بي.

ما هي هذه الملفات؟
- لدي أصدقاء وأقارب من الدرجة الأولى سُلّموا في الكويت إلى نظام صدام حسين وأُعدموا في العراق. لكن لا أريد أن أفتح هذه الملفات والقضايا الشخصية أو قضايا أخرى على مستوى البلد، مثل الدعم الخليجي لصدام. ورغم ذلك، قدّمتُ خدمات للكويت، أكشف عنها للمرة الأولى، بما أننا كنّا نقدم معلومات إلى آية الله الحكيم الذي كان يزور الكويت سنوياً، وهذه المعلومات مهمة، منها ما يتعلق بمصير الأسرى الكويتيين.

أنت ملاحق من الأميركيين، وفي الوقت نفسه أنت نائب في البرلمان العراقي. كيف تتعامل مع هذا الواقع؟ هل تشارك في جلسات البرلمان؟
- الأميركيون ينتهكون سيادة العراق، واعتقلوا عشرات الآلاف من شباب العراق، ومعظمهم من دون ذنب. وبالنسبة إلى مجلس النواب العراقي، كنت حاضراً في الفصل التشريعي الأول والثاني، واشتركت في معظم الجلسات واللجان كسائر النواب، رغم وجود تهديد أميركي لي. وأخيراً، أبلغني رئيس البرلمان عدم إمكان تأمين سلامتي، وطلب مني هو ومسؤول رفيع آخر في الحكومة العراقية عدم الحضور في جلسات المجلس، وهذا انتهاك آخر للسيادة العراقية.

يشهد العراق المزيد من التفجيرات الأمنية التي تأخذ بعداً مذهبياً وطائفياً. من هي الأطراف والدول التي تدعم الإرهاب وتغذّيه في العراق؟
- إنّ تركيز هذه التفجيرات المتسلسلة وتكرّرها في أهم منطقة من بغداد، هما إشارة إما إلى تورّط الأميركيين فيها، وإما إلى عجزهم عن ضبط الأوضاع. وفي الحالتين، ينبغي عليهم الانسحاب. النقطة الأخرى هي الأجهزة والخطط الأمنية. وأنا أتحدث عن القيادات، لا عن الجسم العسكري الذي قدّم آلاف الضحايا. ومن يقف وراء التفجيرات هم الذين يريدون إيجاد تغيير في العملية السياسية وقلب الطاولة، وهؤلاء هم التكفيريون، الفكر الوهّابي التكفيري ومصدره السعودية، وأيضاً البعثيون الذين يريدون العودة إلى السلطة، وهؤلاء الآن مدعومون أميركياً. لقد عقد الأميركيون معهم رسمياً نحو 12 اجتماعاً بين 2008 و2009، وذلك بدعم دول عربية في المنطقة، في مقدّمها السعودية.

يُقال إنك على صلة طيّبة بالسيد حسن نصر الله. هل ثمة تعاون أو تواصل مع حزب الله في لبنان؟
- نحن كعرب وكمسلمين ننظر بإكبار وتقدير إلى هذا الحزب. وكشيعة أيضاً، هو أعزّ العرب وأعزّ الشيعة والمسلمين. قطعاً تجربة حزب الله الرائدة بقيادة السيد حسن نصر الله هي نموذج لنا، وسنستفيد منها حتماً.


مولود في البصرة عام 1954. هرب إلى الكويت في 1980 حتى نهاية عام 1983، حين اضطر إلى الخروج إلى إيران، حيث التحق بقوات «فيلق بدر». وفي بداية عام 1985، أصبح عضواً في «المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق». وفي نهاية عام 1998 أصبح عضواً في الشورى المركزية لمجلس الراحل عبد العزيز الحكيم