قالت رئيسة الحكومة المؤقتة في قرغيزستان روزا أوتونباييفا، أمس، إنّها تبحث إلقاء القبض على رئيس البلاد المخلوع كرمان بك باكييف لمحاكمته بسبب مقتل 81 شخصاً في انتفاضة اتسمت بالعنف في السابع والثامن من نيسان الجاري.وقالت أوتونباييفا: «على باكييف أن يفهم أنّه في مأزق، عندما يلقى القبض عليه سيكون من الممكن التحقيق معه واستجوابه في إطار القانون». وذكرت أنّ فريقها لا يجري محادثات مع باكييف، وأنّها تتوقع منه أن يسلم السلطة طواعية إلى الحكومة المؤقتة.
وأقام ممثلو الادعاء الموالون للحكومة الجديدة دعوى قضائية على اثنين من أشقاء باكييف وابنه. لكن أوتونباييفا قالت إنّ حكومتها لن تستخدم القوة معه.
من جهته، دعا باكييف أمس الأمم المتحدة إلى إرسال قوات حفظ سلام إلى البلاد. وقال، في مقابلة أجرتها معه وكالة «نوفوستي» الروسية، إنّ عمل وزارتي الداخلية والدفاع في قرغيزستان شلّ ولن تتمكن البلاد بنفسها من التعامل مع أيّ مظاهر عنيفة جديدة، داعياً الأمم المتحدة إلى إرسال قوات حفظ سلام. وأشار إلى أنّه لا يعتقد أنّ التحقيق الحاصل في البلاد بشأن أعمال الشغب الأخيرة موضوعي، داعياً إلى تأليف لجنة تحقيق دولية. وقال إنّه إذا ألقت لجنة تحقيق دولية مستقلة اللوم عليه فهو «مستعد لتحمل كامل المسؤولية أمام الشعب».
وكان باكييف قد قال لمجلة «نيوزويك» الروسية إنّه مستعد للاستقالة، لكنّه في حاجة إلى بحث المستقبل مع معارضيه.
وأعلنت وزارة الصحة أنّ حصيلة ضحايا المواجهات ارتفعت إلى 81 قتيلاً و1651 جريحاً.
من جهة أخرى، أعلنت السلطات الموقتة أنّها تنتظر إعلان مساعدة مالية محتملة من روسيا بعد محادثات مع رئيس الوزراء فلاديمير بوتين في موسكو، كما أفاد رئيس الإدارة الحكومية إميل كابتاغياف.
وقال كابتاغياف: «لدينا نقص في المواد النفطية والمالية في خزانة الدولة، وقد دمر قسم كبير من البنى التحتية خلال الثورة». وأعلنت السلطات المؤقتة أنّها على «وشك الإفلاس لأنّ المقربين من باكييف أخذوا كل أموال الدولة. ولم يبق للحكومة سوى 16 مليون يورو لإدارة بلد يعمّه الفقر والفساد».
وحثت الولايات المتحدة على ضبط النفس وأوقفت كل الرحلات العسكرية إلى أفغانستان عبر قاعدتها الجوية في قرغيزستان. وقال متحدث باسم وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إنّ أوتونباييفا أبلغت كلينتون في مكالمة هاتفية أنّها ستحترم اتفاقات الحكومة السابقة بشأن قاعدة ماناس.
(رويترز، يو بي آي، أ ف ب)