نيويورك ـ نزار عبودخاص بالموقع - في الوقت الذي لا تزال فيه خطوات الجامعة العربية تنتظر الوصول إلى نيويورك رداً على قرار السلطات الإسرائيلية ترحيل عشرات الآلاف من الفلسطينيين، خفف مساعد الأمين العام للشؤون السياسية لين باسكو، كثيراً من أهمية الخطوة الإسرائيلية الخطيرة.
ووصف باسكو في كلمته أمام مجلس الأمن الدولي في الجلسة الشهرية لمناقشة الحالة في الشرق الأوسط، بـ«التطور المقلق» القرار العسكري الإسرائيلي الذي يمنح القيادة العسكرية الإذن بطرد «شريحة واسعة من الأفراد الذين تعدّهم السلطات أنهم ليسوا من سكان الضفة الغربية والذي دخل حيز التنفيذ في 13 نيسان الحالي».
وفي خلال عرضه للوضع في الأراضي المحتلة، قال باسكو إن الوضع بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي «هش ويمر بأزمة ثقة تحول دون استئناف التفاوض». وإن التجميد المحدود لعمليات بناء المستوطنات «مرحب به». لكنه أضاف أنه «يبقى أدنى من التزامات إسرائيل بموجب خريطة الطريق القاضية بالتجميد التام للاستيطان ويمنع أي نشاط استيطاني في القدس الشرقية». وشدد على أن «كل استيطان غير شرعي وينبغي أن يتوقف».
كذلك لفت إلى التوغلات الإسرائيلية والصدامات مع سكان الضفة. وتحدث عن منع المسيحيين من الاحتفال بعيد الفصح نتيجة إغلاق المعابر إغلاقاً «غير عادي»، ومنع المصلين من دخول الحرم القدسي الشريف، ورأى أن هذه الإجراءات أدت «إلى صدور دعوة فلسطينية إلى احتجاج شعبي سلمي ضد الاحتلال».
وعن المساعدات الدولية لبناء الدولة الفلسطينية، قال إن حاجة السلطة الشهرية تصل إلى 100 مليون دولار من الدعم الدولي. لكنها تلقت منذ كانون الثاني الماضي 174 مليون دولار. محذراً من أن النقص يهدد بـ«تقويض إصلاحاتها وجدول بناء الدولة».
وانتقل إلى الحالة في غزة، فشكر جهود الأمين العام التي أدت إلى إدخال مادة الإسمنت إلى مشروع تل السلطان لضخ المياه المبتذلة. ودعا إلى تقديم الدعم الدولي لصندوق غزة الذي تنوي الأمم المتحدة إنشاءه مع السلطة الفلسطينية.
من جهةٍ ثانية، أعلن إدانته لإطلاق الصواريخ، داعياً إلى التزام الهدوء. ولم يتعرض للاعتداءات الإسرائيلية على القطاع خلال هذه الفترة.
وعلى الصعيد الإقليمي، قال باسكو، إن الرئيس السوري بشار الأسد أثار في قمة سرت مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجموعة من القضايا الإقليمية.
وأشار إلى أن نشاط الاستيطان الإسرائيلي مستمر في الجولان السوري المحتل بما في ذلك اعتماد بناء 100 مسكن جديد في مستوطنة نمرود. ولم يحدد أي موقف من الخطوة، خاتماً بالقول إن «الوضع يبقى هادئاً».
وعن الوضع في لبنان، تطرق باسكو لموعد عقد طاولة الحوار الوطني. وتحدث عن الانتخابات البلدية. ورأى أن أخطر حادث أمني وقع كان بين عناصر من الجبهة الشعبية القيادة العامة في 8 نيسان الحالي في قوسايا. ولم يشر إلى التوغل الإسرائيلي الأخير في منطقة العباسية أو التوغل السابق قرب الوزاني. وأكد أن الهدوء يسود منطقة عمليات اليونيفيل عموماً. وسجل مواصلة إسرائيل خرق المجال الجوي اللبناني يومياً. وتوقع صدور تقرير الأمين العام عن تطبيق القرار 1559 الأسبوع المقبل.
من جهته، ألقى مندوب سوريا بشار الجعفري، كلمة منظمة المؤتمر الإسلامي، ووصف التعدي على المقدسات وهدم المساكن وبناء المستوطنات المدعومة بقرار المحكمة العليا الإسرائيلية بأنه دليل على ممارسة سياسة تطهير عرقي وعدوانية تتبعها إسرائيل وتدل على نيات إسرائيلية بشن «حرب قاتلة» على عملية السلام تقوض الجهود الدولية لتحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة». وأعلن إدانة المنظمة للهجوم الإسرائيلي على المصلين في الحرم القدسي الشريف، محذراً من أن «أي أعمال أحادية الجانب بحق المسجد الأقصى ستكون لها عواقب وخيمة». ودعا مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياتهما.
كذلك ضم صوت المنظمة إلى موقف المجتمع الدولي المؤكد لرفض كل الإجراءات الرامية إلى تغيير الواقع الديموغرافي والجغرافي في الجولان السوري المحتل.
بدوره، ألقى مندوب الكويت، منصور عياد العتيبي كلمة المجموعة العربية، وهاجم فيها تصرفات إسرائيل، واصفاً إياها بأنها «دولة فوق القانون ومعفاة من أية عواقب والتزامات». ودعا إلى الوقف الكامل لسياسة الاستيطان في الأراضي المحتلة، بما في ذلك النمو الطبيعي في القدس الشرقية.