خاص بالموقع- يتوجّه القبارصة الأتراك اليوم إلى صناديق الاقتراع لاختيار «رئيسهم» من بين مرشحين رئيسيين: «الرئيس» المنتهية ولايته محمد علي طلعت المتحمّس لفكرة إعادة توحيد قبرص، ورئيس الوزراء درويش أروغلو المتحفّظ إزاء عملية المفاوضات بين المجموعتين القبرصيتين الجارية منذ 2008 برعاية الأمم المتحدة.
ويثير الاقتراع الرئاسي القليل من الحماسة في هذه «الدولة» الصغيرة غير المعترف بها دولياً والمعزولة اقتصادياً وسياسياً، إلا أنها تعدّ أساسية بالنسبة إلى مفاوضات إعادة توحيد الجزيرة. ويرى الخبراء في جنوب قبرص أن فوز المحافظ درويش أروغلو، في الانتخابات الرئاسية في «جمهورية شمال قبرص التركية»، قد يدقّ ناقوس الخطر بالنسبة إلى المفاوضات الجارية حالياً لإعادة توحيد الجزيرة المقسمة. ورأى المحلل السياسي القبرصي اليوناني سوفرونيس سوفرونيو، أن «هذه الانتخابات أهم بكثير بالنسبة إلى الجنوب من سابقاتها لأن المحادثات الحالية هي الأكثر جدية منذ سنوات عديدة من أجل إيجاد حل» لتقسيم قبرص.

وأضاف «أشكّ في أن يكون أحد في الجنوب يفضل أروغلو وآراءه المتطرفة. إنه مخالف للصواب كلياً في ما يتعلق بالمشكلة القبرصية والجوهر، إنه متمسك بالتقسيم».

من جهته، عبر الرئيس القبرصي ديمترس خريستوفياس عن عدم استعداده «لاستئناف كل شيء منذ البداية» مع شريك جديد. وقال «لن أفكر أبداً في العودة إلى نقطة الصفر. وعلى أي شخص يمكن أن يتقدم بهذا الطلب أن يكون مستعداً لدفع الثمن في أوروبا وعلى الصعيد الدولي».

ولم يخفِ خريستوفياس تفضيله لفوز طلعت وإن كانت استطلاعات الرأي لا ترجح فوزه. غير أنه أكد استعداده للتفاوض مع الفائز في هذه الانتخابات أياً كان إذا استؤنفت من النقطة التي توقفت عندها. وكان أروغلو قد أشار إلى أنه لن يخرب المفاوضات مع خريستوفياس.

أما الأستاذ المساعد للعلوم السياسية في جامعة نيقوسيا هوبيرت فوستمان، فيرى أن انتخاب درويش أروغلو قد يفيد في الواقع معارضي إعادة التوحيد في الجنوب. وقال الجامعي لوكالة فرانس برس «أعتقد أن غالبية القبارصة اليونانيين لا يريدون حلاً، وعلى كل حال ليس في إطارها الحالي». وأوضح «أن فوز أروغلو سيعطيهم الغلبة المعنوية لأن وصول نصير للخط المتشدد يعطي صورة جيدة عن فريقكم إن جاءت نتيجة (المحادثات) سلبية». ورأى فوستمان أيضاً أن كل فريق «يدرك تماماً» أنه يجب ألا يتحمل مسؤولية فشل المفاوضات. وتجدر الإشارة إلى أن القبارصة اليونانيين كانوا قد رفضوا في عام 2004، عبر استفتاء، خطة لإعادة توحيد الجزيرة أعدّتها الأمم المتحدة ووافق عليها القبارصة الأتراك.

تجدر الإشارة إلى أن أنقرة كانت قد أعلنت في عام 1983 «جمهورية شمال قبرص التركية» على الأراضي التي احتلتها تركيا في 1974 إثر انقلاب قام به قبارصة يونانيون قوميون بهدف إلحاق الجزيرة باليونان.

(ا ف ب)