خاص بالموقع - أعلن مسؤول أميركي الاثنين أن محرك طائرة «أف 16» تابعة للحلف الأطلسي أصيب بأضرار، بسبب سحب الرماد المنبعثة من ثوران بركان ايجافجويل في آيسلندا، أثناء تحليقها في أوروبا، فيما تصاعد الجدل بين شركات الطيران والدول الأوروبية التي لا تزال مصرّة على إغلاق مطاراتها.وأطلقت شركة طيران «إير فرانس-كيه.إل.إم» رحلتين تجاريتين تجريبيتين لاختبار تأثير الرماد البركاني. وقالت الشركة إن الرحلتين جرتا طبيعياً وإن الفحص الفني الذي أعقبهما لم يظهر أي شيء غير مألوف.
في هذه الأثناء، أعلنت مصلحة الأرصاد الجوية البريطانية أن سحابة الرماد قد تبلغ السواحل الكندية الاثنين، فيما أوضحت هيئة الأرصاد الجوية أن البركان سبّب المزيد من الهزات البركانية القوية في أنحاء المنطقة المحيطة، مشيرةً في الوقت نفسه إلى أن السحابة انخفضت إلى ارتفاع نحو كيلومترين، بعد أن وصلت إلى 11 كيلومتراً حين بدأ البركان ثورانه أوائل الأسبوع الماضي.
وعلى الأثر، بدأت العديد من الدول بفتح مطاراتها لاستئناف الرحلات الجوية، بعد توقف دام لأيام وسبّب احتجاز حوالى 6،8 ملايين مسافر في أنحاء العالم. وفتحت جميع المطارات الإسبانية، بعد أن أغلقت 17 مطاراً بصورة مؤقتة الأحد. كذلك، أعلنت هيئة الطيران في سلوفاكيا أنه أعيد فتح المجال الجوي الشرقي للبلاد تماماً، وفتحت بقية مجالها الجوي أمام الطائرات التي تحلق على ارتفاع يتجاوز 7500 متر، لكنّ المطار في العاصمة براتيسلافا سيظل مغلقاً في الوقت الحالي.
بدورها، قالت هيئة الملاحة الجوية المجرية «هانجرو كونترول» في بيان، إن المجر فتحت مجالها الجوي لتسمح للطائرات بالتحليق فوق البلاد على ارتفاع يتجاوز 24500 قدم.
وفي تشيكيا كما في رومانيا والدنمارك، أعيد فتح المجال الجوي أمام الرحلات الجوية على ارتفاعات محددة.
في المقابل، أبقت دول أخرى قيودها، وأعلن المركز الوطني لمراقبة الحركة الجوية أن القيود المفروضة على الرحلات الجوية في المملكة المتحدة ستستمر حتى غد الثلاثاء.
وأعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون إرسال سفن من سلاح البحرية الملكي إلى إسبانيا لإعادة الآلاف من البريطانيين العالقين هناك، ودعا البريطانيين العالقين في دول أخرى إلى التوجه إلى إسبانيا عن طريق البر والبحر لتسهيل إعادتهم من هناك إلى بلدهم.
وكانت الحكومة الإسبانية قد اقترحت جعل مطارات بلادها «منصة» للمسافرين العالقين في العالم للوصول إلى القارة الأوروبية، معربةً عن استعدادها لتسهيل عبور 70 ألف شخص إلى المملكة المتحدة.
وتتهم شركات النقل الجوي أوروبا بالمبالغة في الإجراءات التي اتخذتها لمواجهة سحابة الرماد البركاني وغياب التنسيق، وخاصة بعد تكبّد هذه الشركات خسائر باهظة.
وفيما استدعى الاتحاد الأوروبي وزراء النقل لإجراء محادثات عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، وتزايد الضغط للوصول إلى حل لأزمة السفر جواً المستمرة منذ خمسة أيام، أعلن مسؤول المنظمة الدولية للنقل الجوي «اياتا»، جيوفاني بيزينياني، أن «الأوروبيين ما زالوا يستعملون نظاماً يقوم على نموذج نظري، بدلاً من اتخاذ قرار على أساس وقائع ودراسة المخاطر».
وقدّر أن خسائر إيرادات شركات الطيران بلغت الآن 250 مليون دولار يومياً، زيادة على تقديرات سابقة يوم الجمعة عند 200 مليون دولار.
ورأى أن حجم التأثير الاقتصادي على الطيران، حالياً، أشد منه في أحداث 11 أيلول، عندما أغلق المجال الجوي الأميركي ثلاثة أيام.
ومع تفاقم الخسائر الاقتصادية التي تكبّدتها الشركات، أعلن وزير الاقتصاد الألماني، راينر برودرله، أن بلاده قد تبحث تقديم مساعدة مالية لشركات الطيران، إذا ما استمر إغلاق المجال الجوي الأوروبي لفترة طويلة.
وفي السياق، قدّرت خسائر شركات الطيران والنقل السياحي البريطانية بأكثر من 100 مليون جنيه إسترليني. وكشفت صحيفة «الصن» البريطانية أن المستشفيات البريطانية ستواجه نقصاً حاداً في المواد الطبية إذا ما استمرت أزمة السحابة البركانية فترة أطول، فيما تواجه الكثير من المدارس احتمال الإغلاق، لأن الكثير من أساتذتها وطلابها ما زالوا عالقين في الخارج بعد عطلة عيد الفصح.
وأشارت إلى أن المطاعم وتجارة التجزئة التي تعتمد على وارادات الشحن الجوي تواجه الشلل أيضاً.
وقالت الصحيفة إن ما يُقدّر بمليون بريطاني ما زالوا عالقين في الخارج، ومن بينهم رئيس الوزراء السابق طوني بلير الذي يشغل حالياً منصب مبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط الموجود حالياً في إسرائيل.
وفي مصر، قالت صحيفة «المصري اليوم» إن عدد السياح العالقين في مصر وصل إلى 17 ألفاً، فيما أعلنت بيانات إحصائية أن بركان آيسلندا الثائر سبّب إلغاء أكثر من 570 رحلة جوية من تونس وإلىها.
(أ ب، يو بي آي، أ ف ب، رويترز)