واشنطن ــ محمد سعيد خاص بالموقع- أعلنت الولايات المتحدة، أمس، أنها ستتعامل مع الفائزين في الانتخابات السودانية، رغم أنها لم تكن حرة أو نزيهة، ولم تستوفِ المعايير الدولية، في محاولة لتسوية النزاعات الداخلية قبل الاستفتاء الذي يمكن أن يجلب الاستقلال لجنوب السودان. وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية، فيليب كراولي، إن عدم نزاهة الانتخابات أو حريتها كان واضحاً من خلال الملاحظات التي أعلنتها بعثات المراقبة الأجنبية.
وأوضح كراولي أن بلاده تدرك أن الانتخابات تمثل خطوة هامة للغاية على طريق تنفيذ اتفاق السلام الشامل. وأشار إلى أن المؤسسات المنبثقة من الانتخابات ستكون مهمة لإجراء استفتاءات ذات صدقية بشأن أبيي والجنوب، «يُرجح بكل أمانة أن تفضي إلى ظهور دولة جديدة».
وعما إذا كان يتنبأ أن الاستفتاء على مستقبل الجنوب سيفضي إلى انفصاله، قال كراولي: «هذا ممكن جداً، إذا لم يكن مرجحاً بالفعل». ورأى أنه إذا ما كان الانفصال قرار الجنوبيين، فسيكون هناك الكثير من العمل الذي ينبغي القيام به «لإنشاء دولة جديدة ستظهر خلال ستة أشهر من ظهور نتائج الاستفتاء». وأوضح أنه من الآن وحتى موعد الاستفتاءات المقبلة سيتعين حسم المسائل الباقية من الحدود إلى تقاسم موارد الطاقة، وبناء المؤسسات.
وفي أول رد فعل على تصريحات كراولي، التي أتت بعد وقت قصير من اجتماع الرئيس الأميركي باراك أوباما بمبعوثه الخاص إلى السودان، سكوت غرايشن، أول من أمس، رفض المؤتمر الوطني اتهامات واشنطن، لكنه رحب برغبتها في التعاون مع الحكومة المنبثقة من الانتخابات.
وقال القيادي إبراهيم غندور: «نرحب بالتعاون مع الحكومة الأميركية من أجل تطبيق اتفاق السلام الشامل، ومن أجل العلاقات الثنائية».
في هذه الأثناء، أشادت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، جيانغ يو، بحسن تنظيم الانتخابات في السودان المواتية «للمصالحة» بين الشمال والجنوب، فيما هنأ وزير الخارجية الكندي لورنس كانون، «المواطنين السودانيين» على مشاركتهم في الانتخابات، مبدياً «قلقه حيال تجاوزات» رُصدت خلال العملية الانتخابية.
من جهةٍ ثانية، اتهم كل من حزب مؤتمر البجا في شرق السودان والحزب الديموقراطي لشرق السودان حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالتزوير واللجوء إلى الترويع للفوز في منطقتهما.
وأعلن حزب مؤتمر البجا أنّ ممثلي حزب المؤتمر الوطني ضُبطوا وهم يفرغون صناديق الاقتراع في ولاية البحر الأحمر، وأشار إلى تعرض ممثلي حزبه للطرد من مراكز الاقتراع خلال عملية التصويت.
كذلك اتهمت الحركة الشعبية لتحرير السودان السلطات السودانية بحشد قوات في ولاية النيل الأزرق أثناء فرز الأصوات بعدما زعم كل من حزب المؤتمر الوطني الحاكم والحركة تحقيق الفوز في الولاية. وقال القيادي في الحركة، ياسر عرمان «إنهم يحشدون قوات هنا ويحاولون تزوير الانتخابات». وأضاف: «إن هذا يمثل خطاً أحمر ولن يقبل به». في المقابل، وصف المؤتمر الوطني الاتهامات بالكاذبة تماماً.
(رويترز)