معمر عطويأصبحت المحامية أيغويل أوزكان، أول ألمانية من أصل تركي في منصب وزيرة، بعدما تسلّمت حقيبة الشؤون الاجتماعية في حكومة ولاية ساكسونيا السفلى (شمال غرب ألمانيا)، حسبما أعلن رئيس الحكومة، كريستيان فولف، مطلع الأسبوع الحالي.
تحدث فولف عن مغادرة أربعة وزراء من حكومته وحلول أربعة آخرين محلّهم، بينهم ثلاث نساء، اثنتان منهن مثّلتا ظاهرة غير مسبوقة. فإضافةً إلى أن أوزكان هي أول امرأة من أصل تركي تحتل منصباً وزارياً في حكومة إقليمية، هناك يوهانا فانكا، التي تعدّ أول سياسية ألمانية شرقية تشغل منصباً وزارياً في حكومة إقليمية غربية.
هذا التعديل أجري يوم الاثنين الماضي، كأول خطوة من نوعها تجري في عهد فولف، الذي يشغل منصب رئاسة حكومة ولاية سكسونيا السفلى منذ سبع سنوات.
صحيفة «فرانكفورتر الغيماينة»، التي سلّطت الضوء على تعيين أيغويل التركية، بعنوان «مسلمة تصبح وزيرة»، ذكرت أن هذا التعديل الوزاري أتى بعدما واجه رئيس الحكومة الإقليمية، الذي ينتمي إلى الاتحاد المسيحي الديموقراطي (CDU) بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل، إزعاجاً داخل حزبه، الذي وصفه بأنه يعاني «الشلل». ونقلت الصحيفة عن فولف قوله خلال حديث في عاصمة الولاية، مدينة هانوفر، إن الوزراء المقالين اتهموا بضعف أدائهم في إداراتهم.
ومع هذا التعديل، أصبحت فانكا وزيرة العلوم، إلى جانب منصبها كرئيسة للاتحاد المسيحي في ولاية براندنبورغ الشرقية. أمّا وزارة الثقافة، فأنيطت بأمين الولاية بيرند التهوسمان، فيما تسلّمت وزارة الزراعة عضو البرلمان الاتحادي «البوندستاغ»، استريد غروتلوشن.
أمّا وزيرة الشؤون الاجتماعية التركية الأصل، المولودة في مدينة هامبورغ التابعة للولاية، فتبلغ من العمر 38 عاماً. والمفارقة أن أول مسلمة تتسلّم منصباً وزاريّاً في ألمانيا، هي عضو في الاتحاد المسيحي، بل متحدثة باسم الحزب للشؤون الزراعية في هامبورغ، وأصبحت نائبة عن الحزب المحافظ في هامبورغ منذ عام 2008.
وتنقل «فرانكفورتر ألغيماينة» عن «المسلمة الشيعية المؤمنة» قولها إنها «وجدت في الحزب المسيحي، قيم العائلة والتماسك وحبّ الغير».
صحيفة «فيلت أون لاين» تحدثت عن مسعى المحامية الشابة منذ سنوات إلى الاهتمام بأبناء جاليتها في ألمانيا لتحسين وضعهم. لذلك يأتي تسلّمها وزارة الشؤون الاجتماعية، وخصوصاً ملف الاندماج، مناسباً لخلفيتها كابنة عائلة مهاجرة.
وتقول الصحيفة إن أوزكان سألت نفسها دائماً، كيف تشعر كأول مهاجرة في حكومة، لتجيب بنفسها «لهذا لن أتراجع».
وانضمت أوزكان إلى الـ«CDU» منذ ست سنوات، واستطاعت أن تصبح مواطنة ذات أهمية مهنياً، لتقفز بعد ذلك إلى برلمان الولاية عام 2008. لدرجة أن صحيفة «بوليفارد» وصفتها بأنها «صاروخ سياسة».
وتصف الخبيرة الاقتصادية، التي عملت في عدد من شركات الاتصال المختلفة، منصبها الجديد بالتحدّي، وتقول إنها كوزيرة جديدة ستعزّز تعليم الأطفال في سن مبكرة، وستعلن للأهل أنّ عليهم إرسال أطفالهم إلى الحضانة في وقت مبكر.
في أي حال، تمثّّل خطوة حكومة ولاية ساكسونيا السفلى، فرصة نادرة لتعزيز شؤون الاندماج على يد مسؤولة مهاجرة، في بلد يحتضن نحو 3 ملايين تركيّ، معظمهم لم يرضخ لإغراءات الاندماج، متماهياً مع كتلته التركية الاجتماعية. لكن الوزيرة الجديدة، ترى أن «الانتقال من هامبورغ إلى هانوفر هو الجزء الأصعب» في مهنتها الجديدة.