خاص بالموقع - عاد التوتر ليسيطر على شوارع بانكوك، مع تجديد رئيس الوزراء التايلاندي ابهيسيت فيجاجيفا، تأكيده اليوم، رغبته في إخراج المتظاهرين الذين يشلون وسط بانكوك، رافضاً في الوقت نفسه عرض التسوية الذي طرحه «القمصان الحمر».وقال ابهيسيت فيجاجيفا في كلمة متلفزة، وإلى جانبه قائد الجيش انوبونغ باوجيندا، لإظهار وحدة الصف على قمة السلطة: «ستجري عملية استعادة (حي) راتشابراسونغ، لكننا لا نستطيع الكشف عن مسارها وإجراءاتها وتوقيتها، لأن ذلك مرتبط بعوامل عدة».
ويعتصم حالياً العديد من النساء وبعض الأطفال في هذا الحي، ما يصعّب مهمة قوات الأمن في حال تدخلها. وأضاف ابهيسيت، المضطر منذ ستة أسابيع إلى تصريف الأعمال الجارية من ثكنة عسكرية بضاحية بانكوك: «إن المشكلة ليست في معرفة ما إذا كان يجب إصدار الأمر بتفريق (المتظاهرين) بل في كيفية تسوية الأزمة».
وأمام ضغط فريقه لإنهاء الأزمة، ظهر رئيس الوزراء مع قائد الجيش انوبونغ باوجيندا، لإسكات شائعات عن وجود خلافات. وأكد الجنرال أثناء هذا البرنامج التلفزيوني المسجل السبت «نحن جيش الأمة والنظام الملكي والشعب. سنقوم بعملنا بدون انحياز. سنواكب سياسة الحكومة».
وكان الجنرال قد أكد الخميس في حديث مع وكالة «فرانس برس»، أنه لا يعتزم استخدام القوة مع المتظاهرين، في تصريحات تناقض تصريحات عنيفة أدلى بها ناطق عسكري قبل ساعات. وتتحدث الصحافة وعدد من المحللين منذ أسابيع عن انقسامات في صفوف قوات الأمن عمد انوبونغ للتقليل منها، لكنه اعترف للمرة الأولى بأن بعض الضباط المتقاعدين، الذين لا يزالون في الخدمة انضموا إلى الحركة الاحتجاجية. وقال: «بعض المشاركين في الهجمات المميتة لا يزالون في الجيش. وفي ما يتعلق بالانقسام، فأي منظمة كبيرة يمكن أن يحدث فيها ذلك، لكن عدد الأشخاص الذين يبدون أفكاراً مختلفة ضئيل جداً ولا يطرح مشكلة».
ويؤكد «القمصان الحمر» نقلاً عن مصادر صديقة في الجيش، كما يقولون، أن هناك عملية عسكرية وشيكة. وقال أحد قادة المعارضة ناتاووت سايكوار أمس «إن ابهيسيت أمر بقمع أنصارنا في غضون 48 ساعة».
إلى ذلك، بدا الأمل في التوصل إلى تسوية الأزمة مفقود، غداة رفض ابهيسيت عرض المتظاهرين الذين أعربوا عن استعدادهم للحوار شرط حل البرلمان في مهلة 30 يوماً وإجراء انتخابات في غضون ثلاثة أشهر. وقال ابهيسيت في حديثه: «يجب ألا تكون هناك سابقة تسمح بأن يحدث الترويع تغييراً سياسياً. الثلاثون يوماً (التي عرضها المحتجون لإجراء الانتخابات) غير مطروحة. لا أعتقد أن هذه المشكلة يمكن أن تحل خلال 30 يوماً». وأضاف أن عرض السلام الذي طرحه أصحاب القمصان الحمراء لا يبدو صادقاً ولا يهدف إلا لتحسين صورة المحتجين ولا يمكن دراسته وسط التهديدات.
يُذكَر أنه يتعين على رئيس الحكومة أن يأخذ في الاعتبار ضغط «القمصان الصفراء» أنصار النظام الملكي المدافعين عن النخب الأرستقراطية والمالية في بانكوك، الذين وجهوا آخر تحذير في 18 نيسان لإنهاء الأزمة وقرروا الاجتماع غداً لبتّ ما يجب القيام به لاحقاً.

(أ ف ب، رويترز)