في أول اجتماع لحكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، برئاسة المدير العام الجديد يوكيا أمانو، وجّهت طهران رسالة انتقاد بشأن «فقدان الصدقية» لدى الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، مشددة على استمرار التعاون في المجال النووي، بخلاف ما جاء على لسان يوكيا خلال خطاب الافتتاح.وفي الرسالة التي سلّمها مندوب إيران لدى وكالة الطاقة علي أصغر سلطانية إلى حكامها، أشارت إيران إلى «تخلف» كل من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا عن تنفيذ العقود المبرمة مع إيران في المجال النووي قبل ثورة عام 1979.
وتحدثت إيران خصوصاً عن مشكلة «ثقة» حيال القوى العظمى لرفض اقتراحها مبادلة اليورانيوم الضعيف التخصيب الذي تملكه، في مقابل وقود لمفاعلها المخصص للبحوث في طهران، مفضّلة أن تطلق بنفسها إنتاج اليورانيوم العالي التخصيب (بنسبة 20 في المئة).
وذكّرت إيران بخلافها مع الولايات المتحدة بشأن عقد أُبرم قبل الثورة الإسلامية في 1979 مع شركة «إيه ام اف» لتزويد مفاعلها في طهران بالوقود، موضحة أن «الحكومة الأميركية جمّدت تسليم هذا الوقود الذي كان يفترض أن يحصل في عام 1980، ورفضت أن تعيد إلى إيران المليوني دولار اللذين كانت قد دفعتهما إلى الشركة».
سلاح الجو الإيراني يكشف عن انتاج قنابل ذكيّة تزن 2000 رطل
كذلك أشارت الرسالة إلى رفض ألمانيا في الفترة نفسها تزويد الوقود لمحطة بوشهر النووية، التي أوقفت شركة «سيمنس» الألمانية بناءها لدى اندلاع الثورة، ثم أُهمل لدى اندلاع الحرب مع العراق (1980-1988). وأشارت إلى الخلاف بين طهران و«كونسورسيوم يوروديف» الأوروبي، الذي يتخذ من فرنسا مقراً، والتي لا تزال تمتلك 10 في المئة من أسهمه، حيث سوّي الجزء المالي من هذا الخلاف مع باريس في عام 1991. لكن الرسالة ترى «من الغريب جداً» أن «إيران التي منحت قرضاً (ليوروديف) بقيمة مليار دولار لم تتمكن من الحصول على أي خدمة لمفاعليها في طهران وبوشهر».
وكان المدير العام لوكالة الطاقة، يوكيا أمانو، قد قال في خطاب افتتح به اجتماع هيئة حكام الوكالة لشهر آذار، «إن الوكالة تواصل التحقق من عدم تحويل وجهة استخدام المواد النووية في إيران، لكن لا يمكنني التأكيد أن جميع المواد النووية تستخدم لأهداف سلمية لأن إيران لم تظهر التعاون الضروري». وأضاف: إن اقتراح مبادلة اليورانيوم «لا يزال على الطاولة».
من جهته، أوضح وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متكي، على هامش اجتماع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، أن إيران لم تخرج عن الطابع السلمي لأنشطتها النووية. وقال «لقد تعاونّا تعاوناً كاملاً مع الوكالة. وهذا التعاون سيستمر. ورحّبنا دائماً بالمفاوضات والمحادثات وشجعنا ذلك».
في هذا الوقت، ذكرت صحيفة «ديلي تلغراف» أن الولايات المتحدة وحليفاتها الغربيات تكثف الضغوط من وراء الستار على روسيا، في إطار حملة لإقناعها بدعم فرض عقوبات صارمة على إيران عن طريق مجلس الأمن.
وقالت الصحيفة إن دبلوماسيين غربيين يسعون حالياً لإقناع روسيا بدعم عقوبات أكثر شدّة على إيران. وأضافت: إن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل تؤيد فرض عقوبات تستهدف مصرف إيران المركزي وقطاعها المالي وشركاتها الرئيسية للشحن البحري والنقل والأصول التي يسيطر عليها الحرس الثوري، غير أن روسيا تؤيد فرض عقوبات على نطاق أضيق وتصرّ على أن تستهدف هذه العقوبات الأفراد والشركات المتورطين بصورة مباشرة في البرنامج النووي الإيراني.
ونقلت الصحيفة عن أحد المصادر قوله إن «المسؤولين الغربيين لا يزالون حتى الآن على ثقة من قدرتهم على كسب روسيا إلى جانبهم، وقام عدد منهم بزيارات سرية إلى موسكو للتفاهم حول اعتباراتها، لكن إقناع الصين مهمة أكثر صعوبة لأننا لا نملك الكثير من النفوذ هناك».
وفي هذا السياق، كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن أن الوفد الإسرائيلي الذي يزور الصين، عرض هناك «تفاصيل بشأن جهود إيران في تطوير برنامج نووي عسكري وإنتاج سلاح نووي»، مشيرة إلى أن الوفد شدد على أنه ينبغي إبقاء جميع الخيارات على الطاولة لمواجهة البرنامج النووي الإيراني، في تلميح إلى الخيار العسكري.
من جهة ثانية، انتقد الرئيس الإيراني السابق، محمد خاتمي، السياسة الخارجية «المغامرة» للحكومة الإيرانية في الملف النووي، قائلاً «لسنا في حاجة إلى الحضور على الساحة الدولية بسياسة مغامرة. يفترض أن يملي علينا الحس السياسي والحكمة أن نتحرك بعقلانية وعدم إعطاء الآخرين ذرائع» للتحرك ضد إيران.
إلى ذلك، أعلن قائد سلاح الجو في الجيش الإيراني، الطيار حسن شاه صفي، اختبار جيل جديد من القنابل الذكية بوزن 2000 رطل، في وقت قريب. وأوضح أن هذه القنابل تحمل اسم «قاصد 2»، ودخلت مرحلة الإنتاج المكثف.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، فارس، إرنا)