يبدو أن فرص فرض عقوبات مشددة على إيران في حال تراجع واضح، غداة رفض البرازيل والصين للضغوط الأميركية ــ الاسرائيلية. ومع ذلك لا يبدو أن المسار العسكري هو المفضّل بنظر الأميركيّين
رأى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران، علي خامنئي، أمس أن القوى الغربية تحاول توسعة الخلافات بين المسلمين السنة والشيعة لتحويل الانتباه عن الصراع الإسرائيلي ـــــ الفلسطيني. وقال خامنئي، في اجتماع مع مسؤولين لمناسبة ذكرى المولد النبوي، إن «أعداء الإسلام والمسلمين يريدون زرع الخلاف بين المسلمين في العالم. لذلك الوحدة هي أهم ما يحتاج إليه العالم الإسلامي». وأضاف أن «القوى المستأسدة، أميركا وبريطانيا، تدرك تماماً أن الفرقة والخلاف بين المسلمين يوجّهان الرأي العام الإسلامي بعيداً عن قضية فلسطين المهمة».
في هذا الوقت، قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الأدميرال مايكل مولن، إن هناك «مخاوف غير عادية ومتزايدة» في شأن طموحات إيران النووية في الشرق الاوسط. لكنه أشار إلى أن أي عمل عسكري «ليس المسار المفضل في هذه المرحلة». وأضاف «إننا نعمل جاهدين من أجل مجموعة جديدة من العقوبات المشددة جداً جداً»، لافتاً إلى أن «الحيز ضيق جداً بين حصول إيران على سلاح نووي ومن قد يوجه ضربة إلى إيران. وأعتقد أن كلتا النتيجتين ستولد قدراً هائلاً من عدم الاستقرار في جزء من العالم غير مستقر بالفعل».
وفي السياق، أبدت مصادر إسرائيلية خشيتها من فشل الجهود الرامية إلى تبني قرار دولي جديد لتشديد العقوبات على إيران. وكشفت عن سعي تل أبيب إلى بلورة حصار اقتصادي ضد الجمهورية الإسلامية على شاكلة الحصار المفروض على كوبا.
ونقلت صحيفة «معاريف» عن المصادر قولها إن «النية تتجه في وزارة الخارجية الإسرائيلية للعمل بالتعاون مع الإدارة الأميركية لاتخاذ خطوات سريعة شبيهة بالتي فرضها البيت الأبيض على هافانا قبل نحو خمسين عاماً، وذلك ما لم يتم التوصل إلى اتفاق دولي بشأن العقوبات ضد طهران».
ويتوقع أن يزور نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، داني أيالون، الأسبوع المقبل واشنطن، حيث سيسعى إلى بلورة تفاهم إسرائيلي ـــــ أميركي بهذا الشأن.
من جهته، أعلن المندوب الايراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، علي أصغر سلطانية، أن إيران قد تسحب اقتراحها حول مبادلة اليورانيوم الضعيف التخصيب بوقود على أراضيها، إذا ما «تطوّر» الملف سلباً مع الأسرة الدولية.
تحذير سلطانية تزامن مع كشف دبلوماسيين في نيويورك عن أن القوى الغربية أعدت اقتراحاً معدلاً لجولة رابعة من العقوبات على إيران لتحدّيها مطالب الأمم المتحدة بأن توقف تخصيب اليورانيوم. وأوضح هؤلاء أن «الاقتراح المعدل وزعته الولايات المتحدة على بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين». وأضافوا ان «القوى الغربية تأمل عقد مؤتمر عبر الهاتف قريباً بين الدول الست ـــــ ربما هذا الأسبوع ـــــ لمعرفة آراء روسيا والصين».

خامنئي: الفرقة والخلاف بين المسلمين يوجّهان الرأي العام بعيداً عن قضية فلسطين
وكانت الصين قد جدّدت في وقت سابق أمس دعوتها الى حل القضية النووية الإيرانية عبر الحوار والمفاوضات، معتبرة أن هذا يتناسب ومصالح كل الأطراف المعنية.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» عن المتحدث باسم وزارة الخارجية، تشين يانغ، قوله في مؤتمر صحافي «إن الصين حمت دائماً نظام منع الانتشار النووي الدولي ودعمت حل قضية النووي الإيراني عبر الحوار والمفاوضات من أجل صون السلام والاستقرار في الشرق الأوسط».
إلى ذلك، أعلن مسؤول في البعثة الروسية الدائمة لدى منظمة الامم المتحدة عن أن بلاده لم تتسلم حتى الآن أي رسالة في مجال الحظر ضد إيران، ولم تبدأ في مجلس الأمن أيضاً مناقشة القرار المتعلق بطهران.
(رويترز، أ ف ب، أ ف ب، مهر، إرنا)