خاص بالموقع - شلّت الإضرابات الاحتجاجية في اليونان المدارس والمستشفيات والمطار، وأدت إلى توقف وسائل المواصلات العامة في أثينا، في وقت يواصل فيه رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو جولاته للحصول على دعم للجهود التي تقوم بها حكومته.وفي أثينا اليوم، كانت الحافلات الوحيدة في الشوارع هي حافلات شرطة مكافحة الشغب. وفي المطار، ألغي أكثر من 60 رحلة، حيث دعت النقابات إلى إضرابات لم يكن مخططاً لها مسبقاً، وهتف محتجّون قائلين «أبداً... أبداً» أثناء توجههم في مسيرة إلى البرلمان.
وأمام البرلمان استخدمت الشرطة اليونانية الغاز المسيل للدموع لتفريق مجموعة صغيرة من الشبان خلال الاحتجاجات. وأشار شاهد إلى أن ما بين 50 و60 متظاهراً رشقوا شرطة مكافحة الشغب بالحجارة واشتبكوا مع محتجّين آخرين. وقالت الشرطة إن هناك نحو 12 ألف محتج في الشوارع، وإن أغلبيتهم يتصرفون بطريقة سلمية. وقال المتحدث إن رئيس النقابة الرئيسية للقطاع الخاص أصيب إصابة طفيفة في الاشتباكات ونقل إلى المستشفى.
وبينما كان المتظاهرون يتواجهون مع رجال الشرطة، أعلن البرلمان موافقته على الإجراءات التي طرحتها الحكومة، بحسب ما أعلن الناطق باسم البرلمان فيليبوس بيتسالنيكوس، بعد المناقشات التي استمرت يوماً واحداً.
إلى ذلك، قالت وكالات التصنيف الائتماني وحكومات أخرى في الاتحاد الأوروبي إن تطبيق الإجراءات أمر حاسم في تحديد ما إذا كانت اليونان ستتمكن من استعادة صدقيّتها على الساحة العالمية وكمقترض.
من جانبه، صرّح رئيس مجلس وزراء مال منطقة اليورو جان كلود يونكر، في ختام لقاء مع رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو، بأنه يعتقد أنه لا ضرورة لخطة لمساعدة مالية لليونان. وقال يونكر للصحافيين «إننا على استعداد لاتخاذ إجراءات منسّقة وحازمة إذا لزم الأمر، لكني لا أعتقد أن هذه الإجراءات ستكون ضرورية». ورأى أن الإجراءات التي أعلنتها أثينا الأربعاء لتنقية ماليتها العامة «قوية»، و«التعهدات التي قطعتها الحكومة اليونانية تفتح الطريق بوضوح أمام الخروج من الأزمة التي تمر فيها اليونان».
وأكد يونكر مجدداً «لا أريد أن أبحث في تفاصيل تقنية»، لكن «بصفتي رئيساً لمجموعة اليورو أودّ أن استبعد أي تعهّد أكبر من صندوق النقد الدولي» لمساعدة اليونان، باستثناء المساعدة التقنية التي طلبتها حالياً.
وبعد زيارة يونكر، توجه رئيس الوزراء اليوناني إلى ألمانيا للاجتماع مساء اليوم مع المستشارة أنجيلا ميركل على أمل إقناعها بتأييد إجراءات مساندة أوروبية ملموسة على نحو أكبر لبلاده.
ومن جانبها، تعهدت ميركل، في تصريحات قبل بدء زيارة باباندريو، بتقديم مساندة معنوية، دون إشارة إلى مساعدات مالية قد يكون أكبر اقتصاد في منطقة اليورو على استعداد لتقديمها في نهاية المطاف. وكان وزير الاقتصاد الألماني راينر برودرله قد أعلن في وقت سابق اليوم أن بلاده لا تنوي أن تدفع سنتاً واحداً لمساعدة اليونان. أضاف أن كل دولة في الاتحاد الأوروبي مسؤولة عن شؤونها الخاصة، وأنه يجب على أثينا أن تطبّق خطة التقشف بفاعلية.
من جهته، كان باباندريو قد صرّح لصحيفة فرانكفورتر الجماينة تسايتونج الألمانية، في عددها الصادر اليوم، بأنه «لم نطلب من دافعي الضرائب الألمان أن يدفعوا معاشاتنا التقاعدية وتكاليف عطلاتنا... لذلك يجب أن يكون هناك دعم أوروبي بحيث يمكننا اقتراض أموال في ظل ظروف أفضل. هذا كل ما نحتاج إليه».
يشار إلى أنّ من المقرر أن يتوجه باباندريو إلى فرنسا يوم الأحد للقاء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، قبل أن يتوجه إلى الولايات المتحدة.

(رويترز، أ ف ب)