واشنطن ــ محمد سعيدأبدت أنقرة، أمس، غضبها من تبني لجنة برلمانية أميركية مجازر الأرمن في عهد العثمانيين بأنها «إبادة»، محذرةً من انعكاس هذا الأمر سلباً على جهود المصالحة التركية مع أرمينيا وعلى العلاقات مع واشنطن.
ورأى وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو أن تبني لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب هذا القرار دليل على أن الإدارة الأميركية «لم تتدخل كفاية» لمنع ذلك، معرباً عن انزعاج أنقرة «للغاية». وأضاف: «ننتظر من الإدارة الأميركية أن تبذل من الآن جهوداً أكثر فاعلية» لمنع التصويت على النص في جلسة عامة. وأعرب عن أمله أن «لا تتعرض العلاقات التركية الأميركية لاختبار جديد، وإلا فإن الآفاق التي نواجهها لن تكون إيجابية».
ورفض داوود أوغلو التعليق على إجراءات تركية انتقامية محتملة في حال التصويت على النص في مجلس النواب. لكنه حذر من أن هذا النص لا يمكن في أي من الأحوال أن يستخدم كورقة ضغط على تركيا في جهودها لتطبيع علاقاتها مع أرمينيا. وأوضح أن «التصويت الوقح والمضحك يشير إلى أنها الطريقة والمسلك الخاطئين لحل القضية». ورأى أن تطبيع العلاقات مع أرمينيا يتحقق من خلال الحوار، وأن المقاطعات من أطراف ثالثة تجعل عملية التطبيع غير ممكنة.
وعقب تصويت اللجنة، استدعت تركيا سفيرها لدى واشنطن ناميك تان للتشاور، حسبما أوضح داود أوغلو، الذي لفت أيضاً إلى أن السفير الأميركي لدى أنقرة جيمس جيفري هو حالياً في وزارة الخارجية التركية.
وكان الرئيس التركي عبد الله غول قد أكد أن بلاده «ليست مسؤولة عن النتائج السلبية التي قد تنجم عن هذا التصويت في كل المجالات». لكن أرمينيا أشادت في المقابل بتبني القرار، مشيرة إلى أنه تقدم في النضال من أجل حقوق الإنسان.
وكانت لجنة الشؤون الخارجية قد صوتت بغالبية 23 عضواً ضد 22 لمصلحة مشروع قانون رقم 252 يصف مذبحة تعرض لها الأرمن عام 1915 على أيدي القوات التركية بالإبادة الجماعية، ويطلب من الرئيس الأميركي باراك أوباما أن يستخدم رسمياً هذا المصطلح في خطابه السنوي الذي سيلقيه بهذا المناسبة في شهر نيسان المقبل.
وكانت الحكومة الأميركية قد أعلنت أنها تحركت لنزع فتيل أزمة محتملة مع تركيا بإبلاغ رئيس اللجنة هوارد بيرمان أن التصويت لمصلحة مشروع القانون من شأنه أن يضر بالجهود الرامية لتطبيع العلاقات بين تركيا وأرمينيا، وأن يلحق الضرر بالعلاقات الأميركية ـــــ التركية، حسبما أكد المتحدث باسم البيت الأبيض مايك هامر، موضحاً أن أوباما اتصل هاتفياً بالرئيس التركي لحثه على التصديق بسرعة على بروتوكول لتطبيع العلاقات بين أنقرة ويريفان.