Strong>يبدو أن العلاقات بين الرياض وطهران تنتقل من سيّئ إلى أسوأ؛ فبعد التورط السعودي المباشر في اليمن، اتهمت طهران المملكة بالتورط في اضطرابات عاشوراءاتهمت السلطات الإيرنية، أول من أمس، السعودية، بأنها قدّمت مبالغ مالية كبيرة لعدد من الأشخاص للقيام بأعمال تحريضية، وخاصة «لانتهاك حرمة الشعائر الدينية» في يوم عاشوراء في إيران.
ونقلت وكالة أنباء «فارس» عن «مصدر مطّلع»، رفض الكشف عن اسمه، قوله إن «السعوديّين تجنّبوا العمل مباشرة واستعاضوا عن ذلك باستخدام عملاء لهم للقيام بهذه الأعمال، لأن سمعة السعودية عند الشعب الإيراني سيّئة جداً». وأضاف «إنه كُشف عن بعض الخيوط التي تشير إلى تورط السعودية في الحوادث والاضطرابات التي جرت يوم عاشوراء في طهران».
وفي السياق، أشاد رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، علي أكبر هاشمي رفسنجاني، بالمشاركة الجماهيرية الواسعة في المسيرات التي جرت في البلاد، دعماً لولاية الفقيه، ممثلة بالمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي، والقيادة الإيرانية.
وقال رفسنجاني، في اجتماع مجلس تشخيص مصلحة النظام، إن «مشاركة الجماهير الواسعة في المسيرات تحبط مؤامرات المعادين لمبدأ النظام وولاية الفقيه، وآمل أن يأخذ المنتهكون (لحرمة ذكرى عاشوراء يوم الجمعة قبل الماضي) العبرة من ذلك».
بدوره، دعا رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، إلى «تنقية الأجواء» في البلاد.
ونسبت وكالة «مهر» للأنباء إلى لاريجاني قوله إنه يدعو «الجميع إلى العمل على إضفاء روح الأخوّة في البلاد لتوفير الأرضية اللازمة للتنمية والتطوير».
في هذا الوقت، اجتمع رؤساء السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية الإيرانية، محمود أحمدي نجاد وعلي لاريجاني وصادق لاريجاني، أمس، في مجلس الشورى الإسلامي، وتناولوا آخر تطورات الوضع على الساحة الإيرانية، حسبما ذكرت وكالة «إرنا».
من ناحيته، قال سعيد منتظري، نجل المرجع الراحل حسين علي منتظري، إن مقتل ابن شقيقة رئيس الحكومة السابق مير حسين موسوي بالرصاص خلال تظاهرة معارضة للحكومة في 27 كانون الأول، كان «عملاً متعمّداً من السلطات الإيرانية، وبمثابة تحذير أخير» موجّه إلى موسوي. وأضاف، في اتصال أجرته معه «دير شبيغل» في منزله في قم، «لا أدري إن كان سيُقتل هو أيضاً ذات يوم، أو إن كان النظام سيعتقله»، محذّراً من أنه «سيكون لذلك عواقب كارثية».
وكان موسوي، رئيس حزب «درب الأمل الأخضر»، قد أعلن في بيان نشر على موقع «كلمة» المعارض، أنه مستعد «للشهادة» في معركته ضد إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد.
في غضون ذلك، أعلن قائد سلاح البر في الجيش الإيراني، أحمد رضا بوردستان، أن القوات البرية في الجيش ستجري مناورات كبرى الشهر المقبل. وقال، أمام موظفي الدائرة العقائدية ـــــ السياسية في الجيش، إن وحدات المشاة والمدرعات والمعلوماتية والاتصالات والقوى المتخصصة في القوة البرية، ستشارك في هذه المناورات إلى جانب وحدات من قوات حرس الثورة الإسلامية وعدد من الفرق والألوية المستقلة. وكشف بوردستان عن أن «الخبراء الإيرانيين في الجيش استطاعوا بفضل خبراتهم التخصصية إنتاج دبابات ذو الفقار وناقلة أفراد الصياد. وبلغت مرحلة الإنتاج المكثف».
من جهة أخرى، قالت الإذاعة الإيرانية إن البرلمان رفض طلباً للحكومة بسحب مشروع قانون يهدف إلى الخفض التدريجي للدعم على للطاقة والغذاء، وذلك بعدما طلبت الحكومة في خطاب إلى المجلس «سحب مشروع قانون إصلاح الدعم».
إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، أن سلطات بلاده تتفاوض مع إيران لنقل إحدى بنات زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة من لادن إلى المملكة، من مقر السفارة السعودية في طهران، حيث التجأت أخيراً.
(أ ف ب، يو بي ىي، إرنا، رويترز)