واشنطن ــ محمد سعيد خاص بالموقع - رأت حكومة الرئيس الأميركي باراك أوباما، أن الجدار الفولاذي، الذي تبنيه مصر على الحدود مع قطاع غزة، سيساعد على وقف تهريب الأسلحة إلى القطاع، مؤكدة في الوقت نفسه أهمية مصر كوسيط لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي. وقال نائب الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية مايكل دوغيد، إن «موقفنا هو ضرورة وقف تهريب الأسلحة إلى غزة، وإن بناء هذا الجدار هو في إطار هذا الجهد». وأضاف أن واشنطن تؤيد أيضاً السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، موضحاً أن هناك قنوات مكرسة لذلك، وأن على حركة «حماس» وأي طرف آخر التوقف عن عرقلتها.
وأكد دوغيد دعم الولايات المتحدة لتدفق المساعدات الإنسانية على القطاع، وضرورة أن تكفّ «حماس» عن استخدام المعابر لتهريب السلاح.
وعن إمكان إضعاف الجدار لدور مصر كوسيط نزيه في عملية التسوية، قال دوغيد إن «واشنطن ستواصل العمل مع مصر كأحد الأطراف ذات النفوذ القوي في المنطقة» والتي تسعى جاهدة إلى العودة بالأطراف إلى طاولة التفاوض لبدء الحديث عن القضايا التي ستفضي إلى التسوية.
وأضاف أنه في ما يتعلق بالانقسامات التي أحدثها الجدار داخل البرلمان المصري، فإن هذا شأن داخلي، معتبراً أن بناء الجدار بين مصر وغزة يهدف إلى وقف تهريب السلاح.
وعما إذا كانت مصر ستكون قادرة على المساعدة على التفاوض في إطار العملية السلمية، قال دوغيد إن مصر هي أحد الشركاء في العملية السلمية وإن الولايات المتحدة تعمل أيضاً مع الأردن وتواصل المضيّ قدماً مع شركائها لإعادة الأطراف إلى التفاوض.
من جهته، أطلع المبعوث الأميركي الخاص بالشرق الأوسط جورج ميتشل ممثلي الأعضاء المشاركين في اللجنة الرباعية في اجتماع لهم في بروكسل على الجهود التي يعتزم بذلها خلال جولته في المنطقة الأسبوع المقبل لدفع عملية التسوية إلى الأمام. غير أنه لم يُكشف عن طبيعة المبادرة الأميركية الجديدة لدفع الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني للعودة إلى طاولة المفاوضات، ولا سيما أن الجانب الفلسطيني يتمسك بضرورة وقف الاستيطان الإسرائيلي.
وأكدت اللجنة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة أهمية استئناف المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية من أجل التوصل إلى حل نهائي للقضية الفلسطينية.
وقال مصدر دبلوماسي أوروبي مطّلع إن جميع المشاركين في الاجتماع على مستوى المبعوثين الخاصّين أكدوا ضرورة الاستمرار فى بناء قدرات المؤسسات الفلسطينية اللازمة لتسيير الدولة الفلسطينية المزمع إعلانها في الوقت المناسب.
وكان وزير خارجية النروج، يوهانس غيهر ستوره، الذي ترأس بلاده المجموعة المتخصصة للمانحين الدوليين للفلسطنيين، قد نظّم في بروكسل أول من أمس اجتماعاً تنسيقياً، حضره وزير خارجية إسبانيا، ميغيل أنخيل موراتينوس، الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، ونظيره الفرنسي برنار كوشنير، الذي استضافت بلاده أول مؤتمر للمانحين للفلسطينيين فى عام 2008، بالإضافة إلى الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون.