بول الأشقرأدلى الناخبون التشيليون، أمس، بأصواتهم في صناديق الاقتراع لاختيار رئيس للجمهورية يخلف الرئيسة ميشيل باشليه، في ولاية من أربع سنوات تمتد حتى عام 2014.
والمنافسة على أشدها بين المرشح المرجَّح فوزه، الملياردير سباستيان بينييرا، الذي يمثّل المعسكر اليميني والذي نال 44 في المئة من الأصوات في الدورة الأولى، وخصمه إدواردو فريه الرئيس السابق الذي يمثّل الائتلاف اليساري الوسطي الحاكم، والذي نال 29 في المئة من الأصوات.
وحاول مرشّح اليمين بينييرا الاعتماد على ديناميكية الدورة الأولى للإيحاء بأنّ فوزه شبه مضمون وبأنّ «التغيير قد بدأ». أما فريه فحاول تجنيد كل الناخبين الذين لم يصوتوا لخصمه في الدورة الأولى من خلال تبني عدد من مشاريع مرشحيهم والتأكيد أن «الفارق هو بين المشاريع».
وإذا كان بينييرا يركز على نجاحه الشخصي بوصفه رجل أعمال وينوي «تعميمه على المجتمع»، يعتمد فريه على دعم الرئيسة باشليه التي لم توفّر جهودها في هذه الدورة الثانية، إذ تسلّم أقرب معاونيها قيادة حملة فريه للدورة الثانية، ما مكنه من تقليص الفارق إلى أقل من نقطتين.
ومهما كانت هوية الفائز، يرَ المراقبون أن النتيجة حتماً تاريخية وتمثّل في كل الأحوال خاتمة لمرحلة انتقالية بدأت قبل عشرين سنة بعد خروج الجنرال أوغوستو بينوشيه من السلطة عقب خسارته الاستفتاء الوطني.
وإذا فاز بينييرا، كما ترجّح استطلاعات الرأي حتى الآن، فسيمثّل الانتخاب حدثاً تاريخياً، إذ ستكون المرة الأولى التي يفوز بها ائتلاف وسط اليمين واليمين بعد أربع محاولات متتالية. وانتصاره سيؤكد نهاية مرحلة الانتقال الديموقراطي مع تداول السلطة الذي سينتج منها. أما إذا فاز فريه، فسيمثل نجاحه حدثاً تاريخياً بسبب كيفية تحقيق الانتصار، بعدما كانت نتائج الدورة الأولى قد أوحت باستحالته، ما سيفرض بالتأكيد تغييرات جذرية على ائتلاف «التوافق» الحاكم.
وبالرغم من «تاريخية» الاستحقاق، يسود الهدوء التام شوارع العاصمة والمناطق الأخرى كما يليق بمجتمع حضاري مثل المجتمع التشيلي. وقد يقترع نحو 6.5 ملايين ناخب من أصل الـ8.2 ملايين الذين تسجلوا على اللوائح الانتخابية في بلد يُعَدّ من 11.5 إلى 15 مليون شخص ضمن العمر القانوني للاقتراع. وهنا قد تكمن المشكلة الأكبر للمستقبل، إذ ثلاثة من أصل كل أربعة شباب (من 18 إلى 30 عاماً) ليسوا مهتمين بالاستحقاق ولم ينتخبوا أمس.