باريس ــ بسّام الطيارةخفت الهمس حول مساهمة فرنسية محتملة في بناء «الجدار المصري» على حدود قطاع غزة، إلى أن كتب النائب جيرار بابت رسالة إلى وزير الخارجية برنار كوشنير ليسأله عن «حقيقة الأمر». رسالة، حصلت «الأخبار» على نصها، يبدأها عضو كتلة الحزب الاشتراكي في مجلس النواب الفرنسي، رئيس لجنة الصداقة الفرنسية ـــــ السورية نائب رئيس لجنة الصداقة الفرنسية ـــــ اللبنانية، بسرد معاناة الفلسطينيّين في غزة استناداً إلى التقرير الأخير لجان زيغلر، المقرر الخاص في الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، الذي وصف ظروف الحياة الصعبة التي يعيشها أهالي القطاع.
وبعدما ذكر بابت في رسالته أن محكمة العدل في لاهاي أقرت «بحسب القوانين الدولية، عدم قانونية الجدار الذي تبنيه إسرائيل في الضفة الغربية»، رأى أن الجدار المصري الذي ينغرس ٣٥ متراً في الأرض «هو تكملة» للجدار الإسرائيلي.
وبعدما أشار النائب إلى «معلومات عن مشاركة فرنسية عبر تقنيّين وشركات» في بناء الجدار المصري، ذكر أن «مدير الاستخبارات الفرنسية العسكرية الجنرال بنوا بوغا زار ورشة بناء الجدار». ثم شدد على أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وصف غزة بأنها «أكبر سجن في العالم»، قبل أن يسأل الوزير «إن كان يستطيع أن يؤكد هذه المعلومات أو ينفيها؟» من جهة، «وعمّا تفعله فرنسا في ما يتعلّق بالوضع في غزة».
وذكر خبير في شؤون الأمن أن «زيارة رجال الاستخبارات» يجب ألا تثير أي تعجّب «لأن هذا يدخل ضمن مهماتهم»، وبالتالي فمن الممكن جداً أن يكون الجنرال بنوا بوغا قد «ذهب للاطّلاع على ما يقوم به المصريون»، من دون أن يعني هذا أي مشاركة فرنسية.
ورداً على سؤال لـ«الأخبار»، نفى مصدر في وزارة الخارجية الفرنسية علمه «بوصول أو عدم وصول الرسالة»، وأعاد التشديد على «نفي فرنسا لأي مشاركة وأي دور في مسألة الجدار».
كان الناطق الرسمي لوزارة الخارجية برنار فاليرو قد نفى، رداً على سؤال لـ«الأخبار» قبل أسبوعين، أي مشاركة في بناء ما عدّه حينها «حاجزاً أمنيّاً (barrière de sécurité)» قبل أن يعيد تكرار «إدانة فرنسا لتهريب السلاح إلى غزة»، مذكراً بقرار مجلس الأمن ١٨٦٠. ورأى «ضرورة زيادة المجهود لمنع عمليات التهريب هذه»، لافتاً إلى أنه بـ«موازاة» هذه المواقف، فإن فرنسا تطالب برفع الحصار عن قطاع غزة.