خاص بالموقع - أكدت وزارة الخارجية الباكستانية أمس أن إسلام آباد على تواصل مع حركة طالبان الأفغانية على جميع مستوياتها، وذلك في محاولة لتشجيع المصالحة في أفغانستان.وقال المتحدث باسم الوزارة، عبد الباسط، «نحاول التواصل معهم على جميع المستويات، وكلنا نأمل أن تحقق جهودنا بعض النتائج. لكن من الصعب للغاية في هذه المرحلة توقّع ما ستسفر عنه»، في إشارة إلى الجهود الباكستانية لتشجيع المصالحة الأفغانية.
وشدد عبد الباسط على أن من الضروري إجراء مصالحة على جميع المستويات، وأن تساعد باكستان في هذا الصدد، لكنه امتنع عن الإفصاح عن أي تفاصيل، مكتفياً بالقول «سنرى ما إذا كانت جهودنا ستأتي بنتيجة أم لا». وأضاف «لا نريد أن نناقش التفاصيل. هناك جهود تبذل ونحن نحاول كسب أفراد «طالبان» أو القوات التي يمكن التصالح معها. لنر ما سيكون».
وعما إذا كانت باكستان تستهدف كبار قادة حركة «طالبان» أجاب المتحدث «نحن نحاول على جميع المستويات، لكن المستوى الذي سنحقق النجاح فيه أمر آخر».
وتطرق عبد الباسط إلى زيارة وزير الدفاع الأميركي روبيرت غيتس الأخيرة إلى باكستان، والطائرات الأميركية التي مُنحت لباكستان، فقال «نحن نحتاج فعلاً إلى طائرات من دون طيار يمكنها أيضاً إطلاق صواريخ»، مضيفاً «باكستان قادرة على تولي هذه الهجمات باستخدام طائرات من دون طيار، لكننا لا نريد زيادة المشاكل بلا ضرورة مع الولايات المتحدة»، في إشارة إلى الهجمات التي تشنها القوات الأميركية عبر طائرات التجسس داخل المناطق القبلية الباكستانية لقتل المتمردين.
وتابع عبد الباسط موضحاً أن «غيتس حثّ باكستان على توسيع نطاق عملياتها العسكرية لتشمل منطقة وزيرستان الشمالية، لكن باكستان ردت بأن الأمر قد يستغرق ما بين ستة أشهر وسنة قبل أن يحدث ذلك».
وأضاف «إذا وسّعنا عملياتنا فسيتطلب هذا منا الانسحاب من على حدودنا الشرقية، وهو أمر غير ممكن في الظروف الحالية»، في إشارة إلى الهند. وتابع «هذا أمر مهم بالنسبة إلينا، ونأمل في النهاية أن يكون أصدقاؤنا الأميركيون على معرفة بتصوراتنا الأمنية». وشكا عبد الباسط من أن الولايات المتحدة متأخرة في تسليم الأموال التي وعدت بدفعها لدعم جهود مكافحة الإرهاب.
وتعدّ الحكومة الأفغانية خطة لدمج حركة «طالبان» في المجتمع تستهدف مقاتلي الحركة في الصفوف الدنيا والمتوسطة، لكنها لم تركّز على الزعماء من المستويات الأعلى.
في أحداث أمنية متفرقة، سجل اليوم مقتل سبعة من أفراد القبائل الباكستانيين في منطقة وزيرستان الشمالية على أيدي المتمردين للاشتباه في أنهم كانوا يتجسسون لمصلحة الولايات المتحدة.
وقال المسؤولون إن الجثث التي كان عليها آثار أعيرة نارية ألقيت على جانب طريق في قرية تقع على بعد 35 كيلومتراً إلى الجنوب من ميرانشاه البلدة الرئيسية في وزيرستان الشمالية. وذكر مسؤول أمني في ميرانشاه «قُتلوا جميعاً في ما يبدو الليلة الماضية، وكانت هناك ورقة مكتوبة ملقاة قرب تلك الجثث تقول إنهم كانوا جواسيس أميركيين». وجاء في الورقة تحذير من أنه «سيلقى أي شخص يتجسّس لمصلحة أميركا المصير نفسه»، بحسب مسؤول أمني آخر.
وصباح أمس، دمّر متمرّدو «طالبان» شاحنة صهريج محمّلة بالوقود إلى قوات حلف شمالي الأطلسي في أفغانستان، حيث نصب 15 مقاتلاً كميناً للشاحنة خارج مدينة بيشاور وفتحوا النار عليها.
وقال مسؤول في الشرطة «أمروا السائق ومساعده بالنزول من الشاحنة وأضرموا النار فيها»، فيما لاذ المهاجمون بالفرار، بحسب مسؤول آخر.
وفي حادث آخر أمس أيضاً، قُتل ضابط في الشرطة الباكستانية وجُرح آخر، بالإضافة إلى مدنيّين اثنين بتفجير انتحاري بالقرب من مركز للشرطة في منطقة تانك الواقعة على الحدود الشمالية الغربية.

(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)