ديما شريفلم يعد هناك شيء يعصى على الإرهابيين، وبات من الممكن أن يستخدموا أيّ نوع من التكنولوجيا، الحديثة والتقليدية، سبيلاً لتنفيذ عملياتهم واعتداءاتهم.
ونشرت مجلة «فورين بوليسي» أخيراً ما عدّته طرقاً جديدة قد يلجأ إليها الإرهابيون العالميون لتنفيذ مخططاتهم. هناك أولاً الطائرات الشراعية التي يمكن أن يستقلوها لتنفيذ هجماتهم. وقد أثارت الصحافة الهندية الأسبوع الماضي هذا الموضوع، بعدما صدر تقرير للاستخبارات قال إنّ المجموعة الباكستانية «عسكر طيبة»، التي يظن البعض أنّها كانت وراء اعتداءات مومباي في 2008، اشترت 50 طائرة شراعية ربما للتخطيط لاعتداء جديد.
وترى مجلة «فورين بوليسي» أنّ اعتداءً كهذا من الصعب تنفيذه. فالطائرات الشراعية الصغيرة، بما أنّها من دون محرّك وتعتمد فقط على الهواء وثقل الإنسان الذي يركبها، فهي يجب أن تنطلق من مكان مرتفع جداً، أي إن الاعتداء يجب أن يبدأ من منطقة مرتفعة محيطة بالمدينة المستهدفة أو من مبان عالية وسطها. كذلك فإنّ راكب الطائرة لا يستطيع التحكّم فيها وأخذها حيث يريد، بل يعتمد ذلك على اتجاه الرياح.
الوسيلة الإرهابية الثانية هي التخطيط لهجوم بحشرات تحمل مرضاً قاتلاً، فتصبح سلاحاً بيولوجياً فعّالاً. ويمكن أن يكون هذا السلاح قوياً جداً في حال نجاحه، لكن هناك بعض المشاكل التي تعترضه. فمن جهة هناك سهولة في تربية الحشرات وزيادة عددها، لكنّ الإرهابي يمكن أن يتعرض للمرض وهو يحاول تحميلها. كذلك هناك صعوبة في توجيه الحشرات إلى مكان محدد، وإذا اكتشف مصدر المرض يمكن محاربته بالمبيدات عبر قتل الحشرات. لكنّها يمكن أن تصيب عدداً كبيراً من الناس إذا نُشرت في أماكن مأهولة مثل المدارس والمجمعات التجارية.
الطريقة الثالثة المبتكرة استخدمتها مجموعة «ديران باروت» الهندية في لندن في 2004، من ضمن خطتها الكبيرة لزرع الرعب في العاصمة البريطانية، إذ استخدمت المجموعة مادة أميريسيوم ـــــ 241 الموجودة في كاشفات الدخان لصنع قنبلة قذرة. واستطاعت أجهزة الاستخبارات كشف المجموعة قبل تنفيذ مخططها بعد مراقبتها لمدة عام. ولاحظ المراقبون أنّ أعضاء المجموعة اشتروا كميات كبيرة جداً من كاشفات الدخان، ما أثار ريبتهم. وعندما قُبض على عناصر المجموعة، اعترف أحدهم بالمخطط.
وترى «فورين بوليسي» أنّ هذا المخطط صعب جداً، لكون القنبلة القذرة تحتاج إلى كميات كبيرة من مادة أميريسيوم ـــــ 241 لتؤدي التأثير المطلوب على الضحايا. وقدّرت المجلة أنّه يتعيّن على المجموعة الإرهابية استخراج المادة من عشرة آلاف كاشف دخان للتأثير في 500 شخص.
الطريقة الرابعة هي استخدام البوتوكس لتسميم المياه والطعام، إذ إنّ البوتوكس، الذي يستخدم حول العالم للتجميل، يحتوي على سمّ يدعى بوتولينوم بكميات صغيرة. وهذا السم له تأثير مميت على من يتناوله، إذ إنّه يصيب الأعصاب مباشرة. واكتشفت بعض أجهزة الاستخبارات أخيراً أنّ بعض المختبرات غير الشرعية في روسيا والصين تنتج هذه المادة وتبيعها بأسعار بخسة لمن يطلبها، ما سيسمح للإرهابيين بالحصول عليها من السوق السوداء والتخطيط لاعتدائهم.
ما يصعّب هذا الاعتداء هو صعوبة التعاطي مع مادة البوتولينوم، التي يجب أن تستعمل بسرعة، إذ إنّ وضعها في الماء يبطل مفعولها بعد ستة أيام، ما سيفشّل الاعتداء الإرهابي إذا لم يستخدم الناس الماء المسمم قبل انتهاء المهلة. لكنّها ذات مفعول قوي في الطعام. وقد حاولت المجموعة اليابانية الدينية «أوم شيرينكيو»، التي نفذت اعتداء غاز السارين في مترو طوكيو عام 1995، تنفيذ مخطط آخر باستخدام البوتولينوم لكنّها فشلت.
ويعتقد العلماء أنّه باستخدام غرام واحد من البوتولينوم في الحليب مثلاً يمكن قتل نحو مئة ألف شخص.