واشنطن وتل أبيب تخشيان هرباً إيرانيّاً «إلى الأمام» على يد حزب اللّه و«حماس» واشنطن ــ محمد سعيد
قال مسؤولون عسكريّون أميركيّون، أمس، إن حكومة الرئيس باراك أوباما «تقوم بتسريع عملية نشر سلسلة من أنظمة الدفاعات الصاروخية الجديدة في الخليج لمواجهة أي هجمات صاروخية إيرانية»، وذلك في سياق تصعيد الولايات المتحدة نشاطها العسكري المكثف في مواجهة إيران.
ويصف محلّلون ما يجري بأنه «نقطة تحوّل خطيرة في توجهات أوباما إزاء إيران»، وخصوصاً أنه حذّر في خطابه عن «حال الاتحاد» الأربعاء الماضي، من «عواقب» مواصلة إيران تحديها مطالب الأمم المتحدة لوقف تخصيب اليورانيوم.
وكان قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال ديفيد بترايوس، كشف النقاب في 22 كانون الأول الماضي، خلال ندوة في معهد دراسات الحرب في واشنطن، عن «احتفاظ البحرية الأميركية بسفينتين حربيتين على الأقل ترابطان دائماً في مياه الخليج العربي. وهما مزودتان بأنظمة إيجيس للدفاع الصاروخي إلى جانب ثماني بطاريات صواريخ من طراز باتريوت في أربع دول في المنطقة، بواقع بطاريتين في كل دولة. ولم تكن موجودة قبل عامين».
وبالرغم من رفض بترايوس الكشف عن أسماء البلدان الأربعة، إلا أن صحيفة «نيويورك تايمز» ذكرت أن الدول الأربع هي قطر والإمارات والكويت والبحرين، فيما ذكر أن السعودية وإسرائيل لديهما أنظمة ومعدّات شبيهة منذ مدة طويلة.
وقال بترايوس إن «من الواضح أنه يُنظَر إلى إيران كتهديد خطير للغاية من الجانب الآخر على جبهة الخليج».
وأوضح مسؤولون أميركيون أن «أول أهدافنا هو ردع الإيرانيين، والثاني إعادة طمأنة الدول العربية حتى لا تشعر بأنها بحاجة إلى امتلاك قوة نووية».
وقال مسؤولون استخباريون أميركيون إن أحد أهداف التحركات العسكرية الأميركية الحالية والمكثّفة، يستهدف إقناع إسرائيل بعدم وجود حاجة ماسّة لديها لتوجيه ضربات عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية. غير أن مستشار الأمن القومي الأميركي، جيمس جونز، استبعد أن تقوم إسرائيل بعمل عسكري أحادي الجانب تجاه إيران، قائلاً لصحيفة «جيروزاليم بوست»: «نحن نعمل على نحو وثيق جداً معهم».
من جهة ثانية (الأخبار، أ ف ب، أ ب، رويترز، يو بي آي)، ذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، أمس، أن إسرائيل تشارك الولايات المتحدة خشيتها من إمكان إقدام إيران على خطوة الهرب نحو الأمام، عبر اللجوء إلى تفجير الوضع على جبهات إسرائيل.
وكتب كبير المحللين السياسيين في الصحيفة، بن كسبيت، أن «الجيش الإسرائيلي والموساد يتابعان مجريات الأمور بهذا الشأن عن كثب»، مشيراً إلى أن فرض عقوبات جديدة على طهران في ظل «انعدام الهدوء الداخلي والمعارضة المتنامية التي تقلق آيات الله»، قد يولد حاجة عاجلة لدى القيادة الإيرانية إلى حرف اهتمامات الجمهور الإيراني باتجاه بؤر خارجية.
ونقل الكاتب عن مصدر عسكري إسرائيلي رفيع المستوى قوله «إن الوضع الراهن إشكالي وقابل للانفجار بصورة لم تحصل منذ زمن بعيد»، موضحاً: «نحن محاطون بسلاح إيراني، علم إيراني، استشارات إيرانية ومصالح إيرانية من طهران حتى غزة مروراً بدمشق وبيروت، وكل ذلك موجه إلى قلب تل أبيب وينتظر أوامر العمل».
ورأى كسبيت أن «إسرائيل قد تجد نفسها في مواجهة جبهة غير بسيطة من شأنها أن تتطور في زمن هو الأقل راحة بالنسبة إليها، وخصوصاً في ظل التوتر القائم مع تركيا، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أجرى في الآونة الأخيرة عدة مداولات في هذه المسألة، كذلك فإنّ الجيش وبقية المؤسسات الأمنية في إسرائيل تجري تقويمات للوضع».
ورأى الكاتب أن المشكلة تغدو أكثر خطورة من ناحية إسرائيل بسبب «مفعول غولدستون»، التقرير الذي يهدّد بشلّ إسرائيل ويدفع قادتها إلى «التفكير مرتين قبل أن يُصدروا تعليمات كالتي أصدرها (رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت ووزير الدفاع السابق) عامير بيرتس و(رئيس الأركان) دان حالوتس في تموز 2006 وكانون الثاني 2009»، ملمّحاً إلى المعضلة التي يوجدها هذا الأمر في ضوء استراتيجية الضاحية»، التي أعلنت إسرائيل أنها ستعتمدها رداً على أي استفزاز من لبنان في سبيل ردع حزب الله.
وكشف كسبيت عن أن الجيش الإسرائيلي يرى أن «حل هذا المأزق يتأتى من خلال العمل على فكّ ارتباط سوريا عن المحور الإيراني»، مشيراً إلى أن التقديرات الاستخبارية الإسرائيلية ترى أن الأمر ممكن «لكن في الواقع لا استعداد في الجانب الإسرائيلي لقبول هذا التحدي وتنفيذ المهمة، لذلك فإنه كلما مر الوقت يتعاظم الخلاف في القيادة الأمنية على هذه المسألة». في غضون ذلك، نفى السفير الأميركي لدى بغداد، كريستوفر هيل، عزم بلاده على استخدام الأراضي العراقية لتوجيه ضربة عسكرية لإيران.

الحرس يحذّر المعارضة من الظهور في احتفالات ذكرى الثورة
ونقلت صحيفة «الصباح» العراقية عن هيل قوله إن «الإيرانيين يتحدثون عن هذا الأمر لما يعانونه من مشاكل داخل بلادهم».
وذكر تقرير إيراني أن أعضاء جماعة «مجاهدي خلق»، الذين أُلقي القبض عليهم خلال تظاهرات يوم عاشوراء في 27 كانون الأول الماضي، اعترفوا بأنهم تلقوا التدريب في معسكر أشرف في العراق وبعض الدول الأوروبية.
في المقابل، قال قائد قوات الحرس الثوري في طهران، الجنرال حسين حميداني: «لن نسمح للحركة الخضراء (الإصلاحية المعارضة) بأن تظهر بأي حال من الأحوال. لن نشهد بالطبع مثل هذا الأمر، وحتى إذا أرادت أقلية أن تفعل شيئاً فسنواجهها بحزم».
وكانت مواقع المعارضة على الإنترنت قد دعت أنصارها إلى المشاركة الواسعة في مسيرة 11 شباط (ذكرى انتصار الثورة الإسلامية).
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متكي، على هامش منتدى دافوس في سويسرا، حيث التقى نظيره البرازيلي سيلسيو أموريم ومستشاراً للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، إن «أفكاراً جديدة طرحت (على الغرب) لتسليم الوقود لمفاعل طهران ونأمل أن تؤدي إلى نتيجة».