خاص بالموقع -بسام القنطار طغى الطابع الاحتفالي على جلسة افتتاح أكبر اجتماع للمناخ انطلق رسمياً اليوم في كوبنهاغن، بمشاركة 15 ألف شخص من 192 دولة. وقال لارس لوكي راسموسن رئيس وزراء الدنمارك للوفود في مراسم افتتاح المحادثات، إن 110 من قادة العالم بينهم الرئيس الأميركي باراك أوباما سيحضرون قمة تعقد في ختام الاجتماع الذي يستمر من 7 إلى 18 كانون الأول للاتفاق على خفوضات كبيرة في انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، التي تصدرها الدول الغنية بحلول عام 2020، وجمع مليارات الدولارات من المساعدات للفقراء. وتسعى الدنمارك التي تستضيف القمة، إلى التوصل إلى اتفاق ملزم سياسياً في كوبنهاغن، وتحديد موعد نهائي جديد في 2010 لوضع التفاصيل القانونية.
المدير التنفيذي في رابطة الناشطين المستقلين «إندي آكت» وائل حميدان، أكد في اتصال مع «الأخبار» أن الأجواء التي سادت في اليوم للأول للقمة طغى عليها الطابع الدفاعي من جانب العلماء في وجه حملة التشكيك في النتائج التي قدّموها حول أثر تغيّر المناخ على البشرية، ودور الإنسان في حدوث هذا التغير.
وأكد حميدان أن المسودات التي تتداولها الوفود المشاركة في المؤتمر تتحدث عن خفض نسبته 17% في عام 2020، ما يعني أننا لا نزال بعيدين جداً عن اتفاقية قوية وعادلة، وتؤدّي في المدى المنظور إلى لجم ارتفاع حرارة الأرض ضمن سقف درجتين مئويّتين.
وأكد حميدان أن مداخلة رئيس الوفد السعودي في افتتاح المؤتمر محمد الصبان، أثارت جواً من الغضب لدى الناشطين البيئيّين الذين رفعوا عريضة موقّعة من 10 ملايين شخص من حول العالم، تطالب باتخاذ خطوات جدية للخروج باتفاقية قانونية ملزمة، تؤدي إلى تحقيق الأهداف المنشودة في خفض الانبعاثات، وتقديم الممساعدات المالية والتقنية للدولة الفقيرة للتكيّف مع آثار تغيّر المناخ.
وشكك الصبان في النتائج التي توصّل إليها العلماء حول تغيّر المناخ، على خلفية الحادث الذي وقع أخيراً، وأدّى إلى سرقة عناوين البريد الإلكتروني الخاص بعلماء.
ودافع راجيندرا باتشاوري، رئيس لجنة علماء الأمم المتحدة لمكافحة التغير المناخي، بشدة عن تقريره الذي نال جائزة نوبل للسلام، وقال في افتتاح المؤتمر رداً على المشكّكين، وعلى رأسهم السعودية «يظهر أن البعض ذهب إلى أبعد مدى للقيام بأعمال غير مشروعة، ربما في محاولة لتقويض جهود لجنة التغيّرات المناخية، ولكن اللجنة لها سجلّ من الشفافية والتقويم الموضوعي على مدى 21 عاماً».
ويقول مشكّكون إن الرسائل الإلكترونية التي تسربت من جامعة انجليا ببريطانيا تُظهر أن العلماء تلاعبوا بالأدلة. وقال باتشاوري إن الاكتشافات العلمية لا علاقة لها بالتلاعب، لأنها تخضع لعملية مراجعة صارمة.
وقال إيف دي بيرو، السكرتير التنفيذي للاتفاقية الإطارية بشأن تغيّر المناخ التابع للأمم المتحدة، إن وقت إصدار البيانات الرسمية قد ولّى. وأضاف في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر «لقد ولّى زمن إصدار البيانات الرسمية. لقد ولّى زمن تكرار المواقف المشهورة. حان وقت تضافر الجهود».
من جهتها، أعلنت الوزيرة الدنماركية كوني هيدغارد، «انضمام العراق والصومال هذا العام إلى الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيّر المناخي، ممّا يرفع عدد الدول الموقعة إلى 194». وقالت هيدغارد «يمكن القول من الآن فصاعداً إن اتفاقية المناخ أصبحت فعلاً شمولية». وكان المجتمع الدولي قد تبنّى الاتفاقية الإطار حول التغيّر المناخي في 1992 أثناء قمة الأرض في ريو.
ولقد أضافت جنوب أفريقيا زخماً جديداً حين قالت أول من أمس إنها ستخفض انبعاثات الكربون بنسبة 34 في المئة عن المستويات المتوقعة عام 2020 إذا قدمت الدول الغنية المساعدة المالية والتكنولوجية.
وكتب رئيس الوزراء البريطاني، غوردن براون، في صحيفة الغارديان، أمس، يقول «الحكومة البريطانية واضحة تماماً بشأن ما يجب أن نحقّقه. هدفنا اتفاق شامل وعالمي، يتحول لاحقاً إلى معاهدة ملزمة دولياً وقانونياً في غضون فترة لا تزيد على ستة أشهر». وأضاف «إذا لم نصل إلى اتفاق طَموح بحلول نهاية الأسبوع القادم فسيكون هذا اتهاماً لجيلنا لن يغفره لنا أبناؤنا».