خاص بالموقع - قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلغاء سفره إلى قمة المناخ في كوبنهاغن، عازياً السبب إلى الكلفة المرتفعة للرحلة على خزينة الدولة. وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد نقلت قبل أيام عن مصادر في مكتب نتنياهو أن الأخير يدرس إلغاء مشاركته في المؤتمر بسبب حضور الرئيس الإيراني أحمدي نجاد فيه. وتشهد كواليس مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ في كوبنهاغن مناقشات محتدمة بحثاً عن اتفاق لوقف ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي. وأثار تسرب نص اقتراحات للدانمرك، التي تترأس المؤتمر، غضب الدول النامية، بعد الحديث عن «نص دانمركي سري» بشأن اتفاق جديد.
ورأى المندوب السوداني لومومبا ستانيسلاس ديا بينغ، الذي تحدث باسم مجموعة الـ 77، أن النص في حال وجوده يشكل «انتهاكاً خطيراً يهدد نجاح عملية التفاوض».

إلا أن الرئاسة الدانمركية نفت وجود النص. وقالت وزيرة المناخ الدانمركية، كوني هيديغارد، إن الأوراق التي تسربت مجرد «مسوّدات عمل تشكل الأساس لمشاورات غير رسمية». وأشارت إلى أن جنوب أفريقيا ستستضيف مؤتمر الأمم المتحدة السابع عشر حول المناخ في عام 2011، على أن المؤتمر المقبل سيعقد في مكسيكو في 2010.

في هذه الأثناء، لا تزال الدول الأوروبية منقسمة بشأن جدوى زيادة وعودها بخفض انبعاثات غازات الدفيئة، وهو الخفض الذي قد يرتفع من 20 في المئة إلى 30 في المئة قبل 2020 (مقارنة بعام 1990) إذا تم التوصل إلى اتفاق عالمي طموح في نهاية القمة خلال عشرة أيام.

كذلك جرت مناقشات طويلة بشأن مسألة التمويلات التي ستقدمها الدول المتقدمة لمساعدة الدول الأكثر عرضة للتأثر بالتغير المناخي على مواجهة تبعاته.

وأكد كبار مساعدي الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أمس الالتزام بالعمل من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن التعامل مع التغير المناخي. وقالت المسؤولة في وكالة حماية البيئة الاميركية، ليزا جاكسون، «نحن نسعى إلى مشاركة قوية مع جميع شركائنا في مختلف أنحاء العالم».

فيما قال مندوب مملكة ليسوتو برونو سيلكولي «نحن بحاجة الى تعهدات قوية وأرقام وجدول زمني»، مشيداً بالمفاوضات التي وصفها بأنها «صريحة وفاعلة وديناميكية».

في المقابل، تم أمس رفض اقتراح تقدم به مندوب جزيرة توفالو، إيان فراي، يقضي بتعديل معاهدة المناخ للأمم المتحدة والطلب من دول العالم للحفاظ على ارتفاع في درجات الحرارة بمستوى 1.5 درجة مئوية (2.7 درجة فهرنهايت) فوق مستويات ما قبل الصناعة. ولكن هيديغارد امتنعت عن دفع هذا الاقتراح، بعد اعتراضات من دول أخرى، تخشى أن تسبب القيود الصارمة ضرراً لها.

من جهته، حذر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة، نوباو تاناكا، من أن أي فشل في كوبنهاغن سيكلف الاقتصاد العالمي 500 مليار دولار سنوياً للعودة إلى هدف قصر ارتفاع درجة حرارة الأرض على درجتين مئويتين، مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية. فيما أبدى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، تفاؤله، متوقعاً «اتفاقاً قوياً ... سيصبح سارياً على الفور».

في غضون ذلك، حذرت منظمة الأرصاد العالمية من أن العقد الأول للقرن الحادي والعشرين يعدّ «الأكثر حرارة» منذ بدء العمل بأجهزة قياس درجات الحرارة عام 1850.

واحتجت الصين بشدة أمس على منع أحد وزرائها مراراً من دخول مركز «بيلا سنتر» للمؤتمرات في كوبنهاغن.

وقال رئيس الوفد الصيني سو واي، «نحترم الإجراءات الأمنية المطبقة، لكن الوزير الصيني منع مرات عدة من دخول المركز»، من دون أن يكشف هوية الوزير الذي منع من الدخول. ومن المفترض أن يلقي يو كينغتاي الممثل الخاص في وزارة الخارجية لشؤون المناخ كلمة بعد ظهر الأربعاء خلال المؤتمر.

وحاول المسؤول عن المفاوضات في الأمم المتحدة إيفو دي بوير التخفيف من الحادث، قائلاً إنه «لن يتكرر»، لافتاً الى «التحدي الكبير الأمني» الذي تواجهه كوبنهاغن حالياً. وأكد أن التحدي سيصبح أكثر تعقيداً الأسبوع المقبل مع قدوم نحو 110 من رؤساء الدول والحكومات إلى جانب وفودهم التي لن تقل عن مئة شخص.

إلى ذلك، واصل الناشطون البيئيون أمس احتجاجاتهم بالتزامن مع المحادثات التي تجري بين الوفود. وفي روما، تلقى ناشطون من «غرين بيس» جدران الكولوسيوم في روما لمطالبة زعماء العالم بالعمل من أجل اتفاق «تاريخي» بشأن ظاهرة الاحتباس الحراري. ورفع المتسلقون لافتة عملاقة، كتب عليها «كوبنهاغن: اصنع التاريخ الآن!».

(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي، رويترز، أ ب)