الاتهامات اليمنية لإيران بالضلوع في المواجهات مع الحوثيين لا تزال على حالها، في ظل مواصلة رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» وساطته بين البلدينبدأ رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل، أمس، زيارة إلى طهران، ظاهرها «دعم المقاومة»، وباطنها استكمال مساعي الوساطة بين إيران واليمن. وساطة كان قد بدأها لدى زيارته صنعاء مطلع الأسبوع الماضي، في وقت عادت فيه الاتهامات اليمنية إلى طهران بالضلوع بمساعدة المقاتلين الحوثيين. وكانت معلومات صحافية قد أشارت إلى أن مشعل حمل إلى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح «جهوداً شخصية» للوساطة بين صنعاء وطهران حيال الأزمة الدبلوماسية الراهنة. وذكرت أن الرئيس اليمني «كشف لخالد مشعل العديد من البراهين والأدلة الدامغة التي تؤكد تورط إيران في دعم الحوثيين بصعدة، على نحو مباشر أو غير مباشر».
ودعا وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي، أمس، طهران إلى وضع حد للدعم الذي قال إن «مرجعيات إيرانية تقدمه للمتمردين الحوثيين». وأضاف أن «الرسالة واضحة، وهي أن أي دولة فيها مجموعات تدعم مجموعات مخربة في دول أخرى تتحمل جزءاً من المسؤولية، وعليها أن توقف هذا الدعم» في إشارة إلى إيران. وجدد اتهام «حوزات ومرجعيات» في الجمهورية الإسلامية بدعم المتمردين الحوثيين.
في السياق، قال رئيس جهاز الأمن القومي اليمني، رئيس مكتب الرئاسة علي محمد الإنسي، على هامش مؤتمر للأمن في البحرين، إنّ ثمة علامات وأدلة على تدخل إيراني مع الحوثيين. لكنه قال إنه «لا يمكنه أن يدخل في تفاصيل بشأن هذه المعطيات وتفاصيلها مع وسائل الإعلام». في هذا الوقت، ذكر بيان لزعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، أن «الطيران السعودي ارتكب مجزرةً وحشيةً دموية بحق المواطنين الأبرياء المتسوقين في سوق بني معين ـــــ مديرية رازح، وقد بلغ عدد الشهداء حتى ظهر يومنا هذا 70 شهيداً، وأكثر من 200 جريح، في صورة دموية ووضع إنساني مأساوي، وفي جريمة بشعة لا يرتكبها إلّا الصهاينة المجرمون». وأضاف: «يستمر الطيران السعودي... بشنّ غارات جوية متكررة على مديرية رازح بلغت أكثر من 50 غارة جوية، تركزت على الأسواق والقرى والطرقات العامة».
إلى ذلك، دعا الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، أمس، إلى ما وصفه بحوار «جاد» تشارك فيه كافة الفعاليات. وقال، خلال اجتماع «مجلس الدفاع الوطني»: «أقرت التصورات الخاصة بالحوار والبدء في إجرائه ابتداءً من 26 من شهر كانون الأول الجاري، تحت سقف الشرعية الدستورية في مختلف القضايا المطروحة على الساحة اليمنية».
(يو بي آي، رويترز، أ ف ب)