خاص بالموقع- اصدرت محكمة اتلانتا في ولاية جورجيا الاثنين حكماً بالسجن لمدة 17 و13 عاماً على شابين أميركيين من أصل باكستاني لمشاركتهما في الاعداد لشن هجمات في الولايات المتحدة والخارج. وأقرّ إحسان الإسلام صديقي (23 عاماً) في آب الماضي بأنّه قدم دعماً لمجموعات اسلامية عبر ارسال شرائط فيديو تحتوي على اماكن مهمة في واشنطن (الكونغرس والبنك الدولي). وقال إنّه كان يريد المشاركة في الجهاد في اوروبا. وحكمت عليه المحكمة بالسجن لمدة 17 عاماً.
كذلك أصدرت حكماً بالسجن لمدة 13 عاماً على شريكه سيّد حارس أحمد (24 عاماً). وفرضت على صديقي المولود في الولايات المتحدة وأحمد الذي جاء الى البلاد في التسعينيات، بالتنقل تحت المراقبة لمدة ثلاثين عاماً بعد خروجهما من السجن.

وخلال نطقه بالحكم، قال القاضي وليام دوفاي وهو مدعٍ عام سابق مقرب من اليمين «اريد أن اقول لكما، ربانا هما مختلفان فعلاً». وقال لصديقي الذي رفض أن يقف بناءً على طلب القاضي مرات عدة «ساعة تسديد الحساب وصلت».

وكان القاضي قد سمح لصديقي بأن يشرح للمحكمة لماذا برأيه لا يستحق عقوبة قاسية كان يمكن أن تكون لمدة 60 عاماً سجناً. ولكن صديقي بدل أن يطلب الصفح، استغل الدقائق الـ44 المخصصة له كي يشرح معتقداته الدينية. وخلال النطق بالحكم غنّى صديقي أناشيد دينية ورتّل آيات قرآنية بالعربية والإنكليزية. وقال إنّه لا يخضع سوى لسلطة الله. وقال للقاضي إنّه سيقضي وقته في السجن في نشر دينه الإسلامي. وامتلأت قاعة المحكمة بمناصري المتهمين وقالت شقيقة أحمد بعد النطق بالحكم إنّه «غير عادل إذ إنّهم لم يرتكبوا جرائم وعوقوا لأفكارهم ومعتقداتهم».

وأوضحت الجهة الاتهامية خلال المحاكمة أنّ صديقي وشركاءه اجروا اتصالات عبر الانترنت مع «انصار للجهاد» في الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وباكستان وكذلك في البوسنة.

وكان صديقي قد توجه الى كندا للقاء ناشطين اسلاميين متطرفين عرفوا باسم مجموعة الـ«18 في تورونتو»، يحاكمون حالياً في كندا. كما سافر الى بنغلاديش للانضمام الى حركة طالبان والقتال في افغانستان وكان لا يزال في الخامسة عشرة من العمر كما تظهر مراسلات تعود إلى عام 2001.

من جهة ثانية، أوضح تقرير صادر عن منظمة «مشروع الأمن الأميركي» أنّ تنظيم القاعدة يخسر مصادر تمويله وجزءاً من شعبيته في الوقت الذي ترتفع فيه اعتداءات الحركات الإسلامية المتطرفة. وأوضح التقرير أنّ الهجمات على المدنيين في أفغانستان التي تقف وراءها مجموعات إسلامية ستزيد بنسبة 15 إلى 20 في المئة هذه السنة مقارنة بالأعوام الماضية. ويتناول التقرير الهجمات على المدنيين فقط ولا يدخل ضمنها اما تتعرض له القوات العسكرية. ولم تعد الحركات الإسلامية مهتمة بـ«نضال أسامة بن لادن العالمي» وتركز أكثر على القضايا المحلية، كما جاء في التقرير. وأوضحت تحاليل وتقارير أخرى حكومية أنّ طالبان تركز اليوم في أفغانستان على الصراع الداخلي كما يهتم المتمردون الصوماليون بصراعاتهم القبلية مع الحكومة. ويأتي هذا في الوقت الذي يخسر فيه القاعدة قياداته، عبر الاغتيال، ومصادر أمواله، إذ تؤكد مصادر في وزارة الخزينة الاميركية أنّ طالبان باتت تتمتع بتمويل أفضل من القاعدة بفضل تجارة المخدرات، فيما ضعف القاعدة مالياً في السنوات الأخيرة.

وأوضح التقرير إنّ الحركات والمجموعات الإسلامية نفذت 671 اعتداءً عالمياً في 2008 وحدها، ويتوقع زيادة هذا الرقم 50 في المئة ليتخطى الألف اعتداء لعام 2009.

(أ ف ب ، أ ب)