بول أشقرخاص بالموقع - ستنهي هندوراس أصعب عام في حياتها السياسية مع رئيس مخلوع ورئيس أمر واقع ورئيس منتخب غير معترف به. إذ رفض رئيس الأمر الواقع روبيرتو ميتشيليتي السماح للرئيس المخلوع مانويل زيلايا بترك السفارة البرازيلية، حيث يقيم منذ فترة، والتوجه إلى المكسيك «إلّا في حالة لاجئ سياسي». في المقابل، أصرّ زيلايا على خروجه كـ«ضيف شرف»، فيما أوضح ميتشيليتي بكلّ وقاحة أنّ وجهة الخروج لن تكون في كلّ الأحوال «أيّ بلد من أميركا الوسطى، بل ستكون بلداً جديّاً مثل الولايات المتحدة، أو بلداً أوروبيّاً».
أما الرئيس المنتخب بورفيريو لوبو، فيحاول جاهداً استغلال الوقت للوصول إلى 27 كانون الثاني، موعد التسليم والتسلّم، وإعادة الأمور إلى طبيعتها. اقترح لوبو أوّلاً أن يقبل ميتشيليتي وزيلايا التخلي عن طموحاتهما، وإذ رفض هذا الأخير متذرّعاً بـ«ولايته الشرعية المستمرة» أربعين يوماً إضافياً، رفض ميتشيليتي بدوره ذلك قائلاً «إنّه مستمر حتى آخر يوم». وأضاف إنّه كان سيقبل هذا الاقتراح قبل عقد الانتخابات «لتسهيلها، أما الآن فلا». ثم طلب لوبو من مجلس النواب البدء بإقرار عفو عام، يشمل زيلايا وميتشيليتي، وصرّح بأنه سيعمل على تأسيس «لجنة حقيقة» وتأليف حكومة وحدة وطنية. وقال إنّ هذه هي مطالب المجتمع الدولي للاعتراف بانتخابه كما أبلغه بها رئيسا كوستاريكا وباناما، اللذان اعترفا بانتخابه.
من جهة أخرى، بدأت أمس حكومة الأمر الواقع في تيغوسيكالبا، التي يترأسها روبرتو ميتشيليتي، تجهيز مشروع قانون تنوي عرضه على المجلس، ويؤدي إلى انسحاب هندوراس من منظمة «ألبا» الإقليمية، التي كانت قد انتسبت إليها في آب من عام 2008. ويعتقد عدد من المحلّلين أنّ ذلك كان المحرك الحقيقي الذي جعل النخب الهندورية والقوى الرجعية الأميركية، التي وقفت وراءها، تأخذ قرار تنفيذ الانقلاب الحاصل بعد مُضيّ عشرة أشهر من الانتساب. وتبرّر حكومة الأمر الواقع قرارها هذا بـ«قلة الاحترام التي تعاطى بها تشافيز مع هندوراس التي هدّد باحتلالها».
أخيراً، بدأت الولايات المتحدة والبرازيل محاولة تدوير زوايا الخلافات بينهما بشأن هوندوراس، وهذا ما تبيّن من اللقاء الذي جمع قبل أربعة أيام مستشار الرئيس لولا الخاص للشؤون الدولية ماركو أوريليو غارسيا، والوزير المساعد الجديد لشؤون أميركا اللاتينية في فنزويلا أرتورو فالنزويلا. وأكد الدبلوماسيان أنّ هندوراس أخذت الحيّز الأكبر من اللقاء الذي جرت فيه مناقشة العلاقات بين البلدين، ومسألة القواعد الأميركية في كولومبيا، إضافةً إلى الشرق الأوسط والعلاقات مع إيران. وفيما أعترف الطرفان بأنّ بينهما «فوارق في التقدير بشأن الانتخابات»، إذ لا تعترف البرازيل بشرعيتها، فإنّهما أضافا إنّهما متفقان على أنّها «لا تضع حداً للأزمة الهندورية وحدها». وعمّا ينقص بعد لوضع حد للأزمة، أجابا بأنّه لا يزال مطلوباً توفير خروج «آمن» لزيلايا من السفارة، وخروج ميتشيليتي من السلطة، إضافة إلى النقاط التي لم تطبّق بعد من اتفاق سان خوسيه.