شددت الولايات المتحدة الإجراءات الأمنية على متن الطائرات، وسط تساؤلات متزايدة عن الطريقة التي تمكّن بها رجل نيجيري، يزعم أنّ له صلات بـ«القاعدة»، من تهريب متفجرات إلى متن رحلة عبر المحيط الأطلسي ومحاولة تفجيرها يوم الجمعة الماضي.وكانت إدارة أمن النقل الأميركية قد قالت، أول من أمس، إنّها كثّفت إجراءات التفتيش قبل الصعود على متن الطائرات في الولايات المتحدة وأوروبا. كذلك تحدث ركاب عن قيود جديدة على متن الطائرات، منها حظر دخول المرحاض من دون مرافقة، ووضع الركاب أيّ شيء على حجورهم قبل الهبوط بساعة.
وقالت وزيرة الأمن الداخلي الأميركية، جانيت نابوليتانو، إنّ الإدارة الأميركية تتحرى عمّا إذا كان تنظيم «القاعدة» على صلة بعمر فاروق عبد المطلب، ابن وزير سابق في شمال نيجيريا، المتهم بمحاولة تفجير طائرة تابعة لشركة «خطوط نورث وست» المتجهة من أمستردام إلى ديترويت يوم عيد الميلاد.
وكان عبد المطلب قد أمضى وقتاً طويلاً في الحمّام قبل أن يعود إلى مقعده ويُشعل مادة متفجرة كانت بحوزته بعدما مزج بواسطة حقنة سائلاً كيميائياً بمسحوق أخفاه على فخذه، ما أدى إلى حريق صغير على متن الطائرة نجح الركاب والطاقم في إخماده.
وكان اسم عبد المطلب قد أُضيف الشهر الماضي إلى سجل مركزي أميركي يحتوي على أسماء 550 ألفاً ممن يزعم تعاطفهم مع الإرهاب. لكن لم تكن هناك معلومات كافية عنه لوضعه على لائحة الممنوعين من السفر. وأكد مسؤول أميركي، طلب عدم ذكر اسمه، أنّ عبد المطلب أبلغ المحققين أنّ اعضاءً في «القاعدة» في اليمن أعطوه الشحنة الناسفة وأوضحوا له طريقة تفجيرها. وتحقق الإدارة في مزاعمه هذه.
وذكرت وكالة «المنسق الوطني لمحاربة الإرهاب» الهولندية أنّ عبد المطلب بدأ رحلته في لاغوس في نيجيريا، حيث ركب طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الهولندية إلى أمستردام قبل أن يجتاز نقطة تفتيش أمنية أخرى أثناء توقفه في مطار سخيبول.
وقال متحدث باسم الشرطة العسكرية في هولندا إنّ الشرطة تحقق في احتمال وجود شريك لعبد المطلب. وأعلن زوجان أميركيان كانا على متن الطائرة أنهما لمحا شخصاً طويلاً عمره نحو 50 عاماً مع المشتبه فيه صباح الجمعة في مطار سخيبول في أمستردام. وأضاف الزوجان أنّ الرجل كان يدافع عن عبد المطلب وحاول جعله يستقل الرحلة الرقم 253 لشركة نورث وست من دون جواز سفر.
وقال المتحدث باسم الشرطة العسكرية إنّ الشرطة العسكرية وجهاز مكافحة الإرهاب يطّلعان مرة أخرى على تصوير فيديو وأدلة أخرى لمعرفة ما إذا كانت مسألة وجود شريك، لها ما يعززها. وكانت الشرطة العسكرية قد ذكرت أنّ عبد المطلب لم يمرّ عبر مكتب فحص جوازات السفر في مطار سخيبول.
وكشف المتحدث باسم البيت الأبيض، روبرت غيبس، عن أنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما أمر بمراجعة الطريقة التي تُضاف بها الأسماء إلى قوائم مراقبة الإرهابيين، ملمّحاً إلى احتمال تغيير الإجراءات المتبعة. وتساءل أعضاء الحزب الجمهوري عمّا إذا كانت إدارة أوباما تبذل ما يكفي لاحتواء التهديدات الأمنية.
ومساء الأحد وقع حادث مماثل على متن طائرة تابعة لشركة «دلتا» الأميركية متجهة من أمستردام إلى ديترويت بسبب راكب نيجيري أيضاً، كان سلوكه مريباً، ما استدعى التحقيق معه لدى هبوط الطائرة ليتضح بعدها أن الحادث بسيط وعرضي.
من جهة ثانية، قالت عائلة عبد المطلب، في بيان، إنّ سلوكه تغيّر كثيراً خلال الفترة الأخيرة. ودفع انقطاع الاتصال به والده ووالدته إلى إبلاغ الأجهزة الأمنية.
(رويترز، أ ف ب، أ ب)