Strong>كشف عن مفاوضات سوريّة ــ إسرائيليّة جرت مباشرة عبر الهاتف في أنقرةأجرى أحمد داوود أوغلو، أمس، زيارته الأولى إلى فرنسا كوزير لخارجية لتركيا. مواضيع عديدة حضرت على الطاولة، من العضوية التركية في الاتحاد الأوروبي إلى العلاقات الثنائية، من دون أن يطغى أي ملف على احتمال عودة تركيا إلى تأدية دور الوسيط بين سوريا وإسرائيل

باريس ــ بسّام الطيارة
وصل الملف السوري ـــــ الإسرائيلي إلى العاصمة الفرنسية باريس، قبل أسبوع من وصول الرئيس بشار الأسد إليها، وذلك من خلال المباحثات التي أجراها وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو مع نظيره الفرنسي برنار كوشنير في عاصمة الأنوار، أمس. ورغم «دسامة الملفات» التي شهدتها طاولة اللقاء، فإن «وهج عودة المفاوضات غير المباشرة» بين سوريا وإسرائيل التي أدت تركيا دور البطولة فيها، كان طاغياً خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده الوزيران بعد اللقاء.
ورداً على سؤال لـ«الأخبار» عن مستقبل هذه المفاوضات وإمكان عودة تركيا إلى تأدية دورها السابق فيها، وخصوصاً أن «العلاقات بين تل أبيب وأنقرة متوترة»، اكتفى داوود أوغلو بالتذكير بأن «الهجوم على غزة» كان وراء توقف المفاوضات، وتوتر علاقات الدولتين الحليفتين. ولم ينسَ شكر البعثتين الإسرائيلية والسورية لمشاركتهما في هذه المباحثات، إذ كانت مقاربتهما «بنّاءة كثيراً». وجزم الوزير التركي بصحة ما كان قد تسرب في الإعلام عن أن «الجولة الخامسة تمت مباشرة في أنقرة بواسطة الهاتف، بمشاركة كل من رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت والرئيس السوري بشار الأسد». وكشف عن أن العقدة التي اعترضت الوصول إلى اتفاق كانت عبارة «عن بضع كلمات»، مشدّداً على أنها كانت «فقط مسألة تعابير».
وأكد داوود أوغلو أن الدفء إلى العلاقات التركية ـــــ الإسرائيلية سيعود فور تحقيق السلام في غزة، في إشارة إلى رفع الحصار عن القطاع. وأوضح أن بلاده تريد عودة المفاوضات بين دمشق وتل أبيب «من حيث توقفت وداخل إطار يتعين على الطرفين أن يحدّدانه»، في رد غير مباشر على تهديدات بعض المسؤولين في دولة الاحتلال من أن أنقرة «لم تعد وسيطاً نزيهاً». كلام فسّره أحد المقرّبين من الوفد التركي بأن أنقرة «تضع الكرة في الملعب الإسرائيلي كي تعيد الأمور إلى ما كانت عليه» قبل عدوان «الرصاص المصهور».
أما في ما يتعلق بالعلاقات التركية ـــــ الإسرائيلية، فقد أشار رئيس الدبلوماسية التركية إلى ضرورة عدم نسيان أنه «قبل الحرب على غزة، كانت علاقاتنا تسير بطريقة سليمة جداً»، موضحاً أنه «ليس من الممكن أن نضع جانباً اللوحة التي رسمها الهجوم على غزة للمعاناة هناك». وخاطب حكام تل أبيب بالقول «نتمنّى أن يعم السلام»، لينطلق من هذا التمني إلى الكشف عن استعداد أنقرة لبذل «كل التضحيات» من أجل الوصول إلى ذلك، وهو ما يمكن تفسيره بأن «قرار تبريد العلاقات هو قرار استراتيجي رأى فيه حكام أنقرة مصلحة تركية عليا في سلام شامل في المنطقة»، بحسب تعليق دبلوماسي عربي متابع للملف.
تحليل تبنّاه داوود أوغلو عندما حذّر من أن بلاده لن تقبل «بأن تعيش المنطقة كوارث إنسانية كالتي حصلت في غزة». وطمأن إلى أنه «ما إن يعود خط السلام ليصبح مرتكزاً، وتجري الأمور على خطوط سلمية، حتى تعود العلاقات بين إسرائيل وتركيا إلى ما كانت عليه في اللحظة نفسها».
على صعيد آخر، حجزت العلاقات الثنائية بين تركيا وفرنسا حيزاً من المؤتمر الصحافي المشترك، إذ أعرب كوشنير بقوة عن «تقدير فرنسا وترحيبها» بانفتاح العلاقات بين أنقرة والعاصمة الأرمينية يريفان، واصفاً المصالحة التركية ـــــ الأرمينية بأنها «مقدمة لحلول خلّاقة لعدد من الأزمات». وأكد في هذا الصدد أن التعاون بين مشروع الغاز العملاق «نابكو»، وشركة «غاز فرنسا»، سوف يتطوّر تطوراً كبيراً.