خاص بالموقعبول الأشقر
اختار رئيس البيرو السابق ألبرتو فوجيموري الاعتراف باتهامات الفساد والتنصّت الموجّهة إليه هرباً من جلسات المحاكمة التي قد تضرّ بابنته المرشحة للانتخابات الرئاسية المقبلة، لكنه بعد استماعه إلى الحكم الصادر بحقّه في هذه القضية والذي خفض من 8 إلى 6 سنوات سجن بسبب الاعتراف، قرر الاستئناف.

ويشكل هذا الحكم نقطة الختام لمسار قضائي طويل تضمّن أربع محاكمات بدأت قبل سنتين بعدما سلّمت تشيلي الدكتاتور السابق في أيلول 2007 عقب قدومه إليها عشية الانتخابات الرئاسية في البيرو عام 2006.

وكان فوجيموري الذي حكم البيرو طوال التسعينيات قد هرب منها في تشرين عام 2000 وسط اتهامات خطيرة بالفساد وإعادة انتخاب ثالثة مزوّرة جرت قبل أشهر من فراره، قبل أن يستقيل بواسطة الفاكس من طوكيو حيث لجأ بسبب حيازته الجنسية اليابانية.

وشكّلت محاكمات فوجيموري التي نقلت بالبثّ المباشر على شاشات التلفزيون حدثاً سياسياً من الطراز الأول. وقد حكم 25 سنة من السجن لخرقه حقوق الإنسان، ما شمل عمليات خطف وتصفيات لاقضائية في مجزرتين، وتباعاً 7 سنوات ونصف لتسليمه 15 مليون دولار لشريكه في السلطة ومدير الاستخبارات فلاديمير مونتيزينوس، ثم 6 سنوات لاحتلاله منزل مونتيزينوس في محاولة محو آثار الوثائق والمستندات التي كانت تورّطهما، وأخيراً 6 سنوات لرشوة أعضاء في الكونغرس ووسائل إعلام والتنصت على معارضيه. أي أحكام إذا ما جمعت تشكل 44 سنة ونصفاً من السجن، إلا أن القضاء في البيرو لا يأخذ بمبدأ جمع العقوبات، بل يكتفي بتنفيذ العقوبة الأقسى، ما معناه أن فوجيموري ـــــ وعمره 71 سنة ـــــ سيبقى في السجن لفترة 25 سنة.

ويراهن الآن الدكتاتور السابق على عفو رئاسي قد يصدر عن ابنته كيكو في حال فوزها في الانتخابات الرئاسية المقررة في عام 2011. وتقود كيكو حملتها المطالبة بعفو رئاسي لمصلحة والدها، مذكّرة بأنه هو الذي حرّر البيرو من كابوس «الدرب المضيء» في إشارة إلى المنظمة الماوية التي خاضت حرباً دموية في الثمانينيات والتسعينيات. كما تأمل أن تحصل على تأييد الشرائح الفقيرة التي كان يخصّها والدها بسياسات خدماتية، متناسية استطلاعات الرأي التي تشير إلى أنها قد تحصل على 16 في المئة من الأصوات، وتدلّ على أن 70 في المئة يعتقدون أن والدها متورط في خرق حقوق الإنسان وفي فضائح فساد.

يشار إلى أن اعتراف فوجيموري بالتهم الأخيرة الموجهة إليه يعود إلى عدم رغبته بإعاقة طموحات ابنته، لخشيته أن تسلّط أضواء التغطية الإعلامية وكذلك عدد من الشهادات على تفاصيل قد تؤذيها، ومنها كيفية تمويل دراستها الجامعية في الولايات المتحدة بموارد عامة. وفيما ينتظر فوجيموري فوز ابنته متأملاً بالعفو، يقسم وقته في السجن الخاص التابع لثكنة عسكرية بين ممارسة الرسم والاهتمام بحديقة صغيرة، وبين استقبال مسؤولي حزبه السياسي، وفق تسهيلات قدمها له الرئيس الحالي آلان غارسيا الذي يحتاج إلى أصوات نواب الكتلة الفوجيمورية في الكونغرس.

(الأخبار)