في لحظة مثقلة بالفضائح والانتقادات، خسر سيلفيو برلوسكوني حصانته القضائية، ما انعكس ترقباً في الشارع الإيطالي لمصير من يصف نفسه بـ«أفضل زعيم سياسي في إيطاليا وأوروبا»
جمانة فرحات
ضربة جديدة تلقاها رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني بعد قرار المحكمة الدستورية إبطال «قانون ألفانو»، الذي يمنح الحصانة من المساءلة القانونية لأربعة أعلى مناصب في الدولة الإيطالية، بينها رئاسة الوزراء، ما يفتح المجال أمام إعادة النظر في دعاوى الفساد والتهرب الضريبي التي تلاحقه.
وأثار قرار المحكمة غضب برلوسكوني، الذي قال إن «المحكمة الدستورية جهاز سياسي، لكننا سنستمر». وشدد على أن قرار المحكمة «لم يهزّ بأي شكل من الأشكال صلابة الجهاز التنفيذي»، ولا رغبته «في المضي قدماً بإصرار في التكليف الذي تسلمته من الشعب». لكنه هدد، في مقابلة متلفزة أمس، بأنه «في سبيل كشف الحقيقة، سأظهر كل شيء على محطات التلفزة، وسأدافع عن نفسي في المحاكم ضد متهميّ». وأضاف: «سأجعل منهم أضحوكة وسأريهم والإيطاليين من أي عجينة صُنِعت».
إلا أن أخطر ما جاء في رد برلوسكوني، اتهامه الرئيس جورجيو نابوليتانو بأنه استغفله. وحذر المحللون من أن اتهام الرئيس قد يتحول إلى صدام خطير بين الرجلين، بعدما استدعى الاتهام رداً من أحزاب المعارضة.
ورأى الأمين العام للحزب الديموقراطي، داريو فرانشيسكيني، أن «رئيس الدولة تصرّف بمثالية في اضطلاعه بدور الضامن». وأضاف: «أود أن أقول لبرلوسكوني: توقف عن هذه النغمة، لا تواصل الهجمات على المؤسسات». ويخشى البعض أن يسرّع الصراع بين الرئاسات من احتمال إجراء انتخابات نيابية مبكرة، وخصوصاً أن إيطاليا لا تبدو على استعداد لها في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها.
وتحدثت صحيفة «التايمز» البريطانية، أمس، عن وجود أربعة خيارات متاحة لرئيس الوزراء الإيطالي ولخصومه للتعامل مع المرحلة المقبلة. ولفتت إلى أنّ بإمكان برلوسكوني أن يستمر في منصبه بصرف النظر عمّا حدث، لكن هذا سيكون صعباً لأن عدداً من القضايا المجمدة سيعاد تحريكها ضده.
أما الخيار الثاني فيتمثل في الاستقالة لفتح المجال أمام إجراء انتخابات وطنية تتزامن مع الانتخابات المحلية المقررة في آذار المقبل. والخيار الثالث يقوم على احتمال انقلاب خصومه في الائتلاف الذي يقوده عليه. ورجحت الصحيفة جيانفرانكو فيني، الذي وصفته بـ«الفاشي الجديد سابقاً»، وأحد مؤسسي حزب الحرية الحاكم، للقيام بهذه المهمة. وآخر الاحتمالات اعتزال برلوسكوني ومغادرته إيطاليا للعيش في المنفى.