واشنطن ــ محمد سعيديجمع المسلمون الأميركيون على أن سلطات الأمن، وخصوصاً مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي)، تستهدفهم استهدافاً مباشراً بدعاوى وذرائع ملاحقة المشتبه في علاقاتهم بما يسمّى «الإرهاب».
وكان الـ«أف بي آي» قد كثّف حملاته الأمنية أخيراً في أوساط الجالية المسلمة الأميركية، حيث أعلن خلال أقل من 48 ساعة في مطلع شهر تشرين الأول الجاري خمس حالات اعتقال مسلمين أميركيّين في مدن مختلفة بتهم «الإرهاب»، تبيّن أن بعضها من تخطيط لرجال الـ«أف بي آي» عبر مرشدين ومخبرين يعملون لمصلحتهم. واقع دفع بممثلين لجمعيات ومنظمات إسلامية أميركية إلى القول إن «إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تواصل انتهاج سياسة سلفها الرئيس السابق جورج بوش في استهداف المسلمين الأميركيين».
وقالت مديرة الإعلام في مجلس الشؤون الإسلامية العامة، إدينا ليكوفيك، إن ملاحقة «أف بي آي» للجالية المسلمة «تستهدف دفع المسلمين إلى التخلي عن أنشطتهم».
وفي سياق إجراءاتهم الأمنية، يركّز رجال الـ«أف بي آي» جهودهم على مراقبة المراكز الدينية والثقافية والمؤسسات الخيرية للجالية المسلمة الأميركية، وخصوصاً المساجد، حيث سبق لعشر منظمات إسلامية أميركية أن هدّدت في شهر آذار الماضي بوقف التعاون مع مكتب التحقيقات الفدرالي على خلفية اتهاماتها للمكتب بزرع جواسيس داخل عدد من المساجد في ولاية كاليفورنيا، مشيرةً إلى أن المكتب أرسل عدداً من عملائه السريّين إلى المساجد للمشاركة في الشعائر الدينية، ويضغط على عدد من المسلمين للعمل مخبرين، ويطلق على بعض دعاة حقوق الإنسان أوصافاً إجرامية، وينشر معلومات خاطئة بين المصلّين.
وتتهم هذه الجمعيات سلطات الأمن الأميركية بأنها تتعامل مع المسلمين الأميركيين كمشتبه بهم أكثر من أنهم مواطنون.
ويقول الأستاذ في جامعة مينيسوتا الأميركية، عابدي ساماتر، إنه يخضع دائماً لتحقيق مطول من جانب سلطات الأمن في المطار في كل مرة يسافر فيها. ونقلت مجموعة صحف «ماكلاتشي» الأميركية عن طالب في جامعة متشيغان الأميركية، لم تفصح عن هويته، قوله إن مكتب التحقيقات الفدرالي عرض عليه العمل مخبراً للتجسس على رابطة الطلبة المسلمين، فيما قال عبد الله سيس، وهو أميركي من أصل أفغاني، إن المكتب نفسه وجّه إليه تهمة الاحتيال في استمارة طلب الجنسية بعد رفضه العمل معهم مخبراً للتجسّس على المصلّين في المسجد، الذي يؤمّه في إرفين في ولاية كاليفورنيا.
وقالت مجموعة «ماكلاتشي»، في تقريرها، إن محقّقي «أف بي آي» يستجوبون الناس في الشوارع القريبة من المساجد، حيث تقام صلوات الجمعة، كما يوقفون سياراتهم قربها للتنصّت على المصلّين والخطباء.