خاص بالموقعواشنطن ــ محمد سعيد
اعتقل مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي «إف بي آي» أميركياً من أصل يهودي، عمل في وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) وفي وزارة الدفاع «البنتاغون» ووزارة الطاقة والبيت الأبيض، بتهمة التجسس والعمل لحساب إسرائيل.

وقالت وزارة العدل الأميركية في بيان بهذا الشأن إن المعتقل هو ستيوارت ديفيد نوزيت، ويبلغ من العمر 52 عاماً. وأضاف البيان أن التهم الموجّهة إليه هي محاولة نقل معلومات سرية تتصل بالدفاع القومي الأميركي إلى شخص يعمل لمصلحة الاستخبارات الإسرائيلية.

غير أن أوراق الاتهام «لا تتضمّن اتهام الحكومة الإسرائيلية أو أحد ينوب عنها بارتكاب أي عمل يخالف قوانين الولايات المتحدة».

وقد مثل نوزيت، الذي سبق له أن طوّر تجربة رادار ساعدت على اكتشاف المياه في القطب الجنوبي للقمر، أمس أمام إحدى محاكم العاصمة الأميركية واشنطن.

وأشار البيان إلى أن نوزيت تلقّى في مطلع شهر سبتمبر الماضي اتصالاً هاتفياً من عميل للمباحث الفدرالية الأميركية زعم أنه ضابط استخبارات إسرائيلي، وناقش الاثنان خلال اجتماعهما استعداد نوزيت للعمل لمصلحة الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد). وحسب المعلومات المتوافرة، نقل نوزيت معلومات دفاعية سرية للغاية، في مقابل أموال وجواز سفر إسرائيلي.

وتشير لائحة الاتهام إلى أن أكثر الوظائف حساسية التي تولاها نوزيت كانت عمله كمتعاقد في الفترة الممتدة بين الأعوام 2000 و 2006 في وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتطورة في البنتاغون التي تقوم «بالحفاظ على التفوق التكنولوجي العسكري للولايات المتحدة والحيلولة دون إلحاق أي عمل تكنولوجي مفاجئ الضرر بالأمن القومي الأميركي»

وتوضح لائحة الاتهام أن نوزيت كان يعمل مستشاراً لشركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية التابعة للحكومة الإسرائيلية في الفترة من 1998 إلى 2008. حيث كان يقدم للشركة مرة كل شهر أجوبة عن الأسئلة التي توجّهها له، وقد تلقى مقابل ذلك نحو 225 ألف دولار.

ولفتت لائحة الاتهام إلى أن نوزيت كان قد سافر إلى بلد أجنبي، ليس إسرائيل، في شهر كانون الثاني من العام الجاري، حاملاً معه اثنين من الفلاش درايف (يو أس بي) لم يكونا معه لدى عودته إلى الولايات المتحدة. وقبل ذلك، فقد نقل عنه قوله لأحد زملائه إنه في حال مواجهته لأي اتهامات جرمية في أي قضية في الولايات المتحدة، فإن بإمكانه الهرب إلى إسرائيل أو إلى دولة أجنبية حددتها أوراق الاتهام بأنها «البلد ألف».

وطبقاً لأوراق القضية، فإن نوزيت أبلغ ضابط الـ«إف بي آي» الذي كان يعتقد أنه من الموساد أنه مفاجأ من أن الموساد لم يتصل به سابقاً للتجسس، وطلب الحصول على جواز سفر إسرائيلي بدعوى أن من حقه الحصول على الجنسية الإسرائيلية لأن والداه يهوديان. كما أن نوزيت أبلغ الضابط أنه كان يمتلك تصريحاً أمنياً انتهت صلاحيته عام 2008 كان يمكّنه من الوصول إلى معلومات سرية وعرض منحها مقابل أموال معينة.

وخلال أسابيع قليلة، تبادل نوزيت مع العميل السري إجابات عن أسئلة تتعلق بتكنولوجيا الأقمار الصناعية الأميركية حصل مقابلها على المال. كذلك عرض نوزيت معلومات تتعلق بالأسلحة النووية والمركبات الفضائية العسكرية، من ضمنها مظروف وضعه نوزيت في صندوق بريدي حدده الضابط خلال الشهر الجاري كان يخصّ نظم الإنذار المبكر من هجوم واسع النطاق ووسائل الدفاع المتعلقة به، وتمكّن عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي من استرجاعه.

يذكر أنها ليست هذه المرة هي الأولى التي يتهم فيها أميركيون يهود بالتجسس لمصلحة إسرائيل. فقد سبق اتهام مساعد وزير الدفاع الأميركي الأسبق ريتشارد بيرل بذلك، وتم احتواء الموضوع في عهد الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان. كذلك أدين جوناثان بولارد في عام 1987 وهو يهودي أميركي كان يعمل محللاً في البحرية الأميركية بتهمة التجسس لمصلحة إسرائيل، وحكم بالسجن مدى الحياة لتزويده إسرائيل بآلاف الوثائق العسكرية السرية وخاصة ما يتعلق بالدول العربية خلال عامي 1984 و1985. وكانت آخر قضايا التجسس لمصلحة إسرائيل قضية المحلل في البنتاغون لاري فرانك قبل خمس سنوات، التي اتهم فيها أيضاً اثنين من كبار مسؤولي منظمة «إيباك»، هما: ستيفن روزين وكيث وايزمان، جرى في ما بعد تبرئتهما وسجن فرانك لخمس سنوات، وإطلاق سراحه في شهر تموز الماضي.