كشف دبلوماسي أميركي، أمس، أن الرئيس الأفغاني حميد قرضاي تعرّض لضغط من قبل مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى، للقبول بدورة انتخابية رئاسية ثانية، في وقت أكد فيه منافسه، وزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله، أنه يعدّ مجموعة من الشروط قبل الدورة الثانية من انتخابات الرئاسة الأفغانية.وصرح دبلوماسي أميركي، اشترط عدم الكشف عن هويته، أن الرئيس باراك أوباما قد أوكل إلى كل من السيناتور جون كيري، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب السفير كارل ايكينبيري، مهمة إقناع قرضاي بقبول إجراء دورة ثانية. وأشار الدبلوماسي إلى أن مفاوضات مضنية بدأت منذ يوم الجمعة الماضي حتى إعلان قرضاي قبوله بالدورة الثانية بعد ظهر أول من أمس، لافتاً إلى أن المفاوضات شملت عبد الله أيضاً.
وفي السياق، أعلن عبد الله أنّه يعدّ مجموعة من الشروط قبل جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة الأفغانية للحيلولة دون تكرار التلاعب والتزوير. وفي أول تصريحاته منذ الإعلان عن دورة ثانية، رحّب عبد الله بالقرار، وقال إن فريقه يضيف شروطاً خاصة وتوصيات لتفادي أي مجازفة بوقوع تلاعب.
ورفض عبد الله التعليق على الشائعات التي تفيد بأنه سيسعى للتوصل إلى بديل عن خوض جولة إعادة التصويت، ونفى التكهنات بوجود أي محادثات لتقاسم السلطة مع منافسه. وقال عن هذا الموضوع «لست واقعاً تحت ضغط من أي جهة». وأشار إلى أنه في ما يتعلق بالجولة الثانية، «رغبتي هي أن تجرى في وقتها وفي ظروف جيدة». وتابع «لا أخضع لضغوط المجموعة الدولية من أجل الانصياع»، في وقت أشار فيه عدة دبلوماسيين إلى احتمال التوصل إلى اتفاق سياسي بين قرضاي وعبد الله يجعل من غير المجدي تنظيم دورة ثانية.
وفي آخر التعليقات على إعلان النتائج الانتخابية، هنأ أوباما قرضاي لقبوله بنتائج الانتخابات. وقد اتصل أوباما بنظيره الأفغاني بعد قليل من إبلاغه أن هذا الأخير وعبد الله وافقا على تنظيم دورة ثانية.
بدوره، اعترف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأن منظمته ستستبدل أكثر من 200 مدقق في فرز الأصوات متورطين في مخالفات أثناء الدورة الأولى. من ناحيتها، رحبت لندن بموافقة الرئيس الأفغاني على المشاركة في جولة ثانية، وأكد رئيس الوزراء غوردن براون «من المهم أن تتمتع الحكومة الأفغانية الجديدة بالشرعية والصدقية».
في المقابل، طالب الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، بأن تكون الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة الأفغانية «قانونية ونزيهة».
وفي غضون ذلك، تعهّد وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، بأن تعمل بلاده وحلفاؤها مع أي حكومة أفغانية تنبثق عن الانتخابات الجديدة. ونفى وجود أي خلافات بين إدارة أوباما والجيش بخصوص الاستراتيجية الجديدة في أفغانستان.
(رويترز، أ ف ب، أ ب)