نيويورك ـ نزار عبود«العنف والمناخ والشرق الأوسط»، أهم المحاور التي تحدث عنها الأمين العام للأمم المتحدة، في حواره الشهري مع المراسلين في الأمم المتحدة أمس. وفي رأيه، الكثير من الأزمات تتلبد في وقت واحد، وكلها تقتضي العجلة في معالجتها، لكنه لم يرَ آمالاً في إنجازات سريعة على كل المسارات، مطلقاً تحذيراته من انعكاس التوتر الحاصل في الحرم القدسي الشريف على المنطقة.
وأعرب الأمين العام عن قلقه من «الاضطرابات التي تجري في الحرم الشريف» في القدس المحتلة، مؤكداً أنها «يمكن أن تقوّض الثقة على امتداد المنطقة». وناشد الجميع «التوقف عن الأعمال الاستفزازية»، مشدداً على أنه «في ظل غياب أي تقدم في المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لا يبقى أمام التوتر السياسي في الشرق الأوسط مناص من التصاعد».
وبشأن تقرير «غولدستون»، قال بان: «لقد أحال مجلس حقوق الإنسان، المتفرع عن الجمعية العامة، تقرير «غولدستون» على الجمعية العامة التي ستنظر في ما توصل إليه وتوصياته. وإنني أنتظر قرارها. لقد ناشدت عدة مرات كلاً من الحكومة الإسرائيلية والفلسطينيين إجراء تحقيقات كاملة مستقلة ذات صدقية».
وأكد أنه تحادث مع القادة الصهاينة عدة مرات وسيواصل الحوار معهم، وأنه من حيث المبدأ يوافق على ضرورة محاسبة كل مرتكبي جرائم الحرب أينما وجدوا، وأنه دعم منذ البدء عمل لجنة «غولدستون» وكل التحقيقات الأخرى ذات الصلة. وقال إنه «بعد قرار الجمعية العامة يجب التحقيق في أيّ خرق للقانون الدولي ومحاسبة المرتكبين. الحكومة الفلسطينية تجري تحقيقاً وكذلك الإسرائيليون. وأود أن تكون التحقيقات على مستوى يبعث على الثقة».
من جهة ثانية، انتقد بان التقاعس عن رفع الحصار عن قطاع غزة، وقال إنه بعد عشرة أشهر من وقف القتال «لم نرَ أي تقدم في عملية الإعمار أو فتح للمعابر. وفي مؤتمر المانحين الذي عقد في مصر، جمعنا 4.5 مليارات دولار في مساعدات مالية، لكن لم يصل من المال إلا النزر اليسير، وربما لم يصل شيء حتى الآن. ولم تتمكن الأسر من إعادة بناء منازلها. ولا تزال العيادات والمدارس مهدمة». وحث الكيان الإسرائيلي على قبول عرض إعادة الإعمار الأممية كما هو مقدم. ورأى أن الضمان الحقيقي الوحيد للسلام «يكمن في رخاء الإنسان وأمنه».
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة التفجيرات الإرهابية التي جرت في أفغانستان وباكستان والعراق أخيراً، متعهداً مواصلة دعم الشعب الأفغاني لإجراء الانتخابات بنزاهة هذه المرة.
وقال إنه استجابة لطلب من الحكومة العراقية سيرسل مساعده الخاص، أوسكار فرنانديز، إلى بلاد الرافدين، وإلى الدول المجاورة له «لإجراء استشارات أولية تتعلق بأمن العراق وسيادته». وأضاف رداً على طلب العراق التحقيق الدولي في التفجيرات وتحديد مرتكبيها من أي جهة أتوا: «أي تحقيق دولي في التفجيرات السابقة التي وقعت في 19 آب الماضي أو غيرها يحتاج إلى تفويض واضح من مجلس الأمن الدولي، ونحن نتشاور مع العراق والدول المجاورة في هذا الخصوص».
وفي الملف الإيراني، رحّب الأمين العام بالتفاهم بين مجموعة 5+1 وإيران، مثنياً على الاتفاق الأخير الإيجابي، وقال إن «تفتيش محطة التخصيب الجديدة في قُم الذي قامت به وكالة الطاقة الذرية هذا الأسبوع هو خطوة إيجابية. عندما قابلت الرئيس (الإيراني)، محمود أحمدي نجاد، في أيلول، حثثتُ طهران على اتخاذ خطوات وإجراء تعاون تام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية حيال كل المسائل العالقة».
وأضاف: «أرحب بمسوّدة الاتفاق التي عممتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والمتعلقة بتزويد الوقود لمفاعل طهران للأبحاث. والاتفاق سيمثّل خطوة مهمة على طريق بناء الثقة، ويمكن أن يمهّد السبيل إلى المزيد من التقدم بين إيران ومجموعة 5+1».
وفي موضوع المناخ الذي تقترب قمته في كوبنهاغن في كانون الأول المقبل، رأى الأمين العام أن من واجب الدول الكبرى مساعدة الدول النامية من مختلف النواحي، بما في ذلك التقنية منها، لوضع حدّ لسخونة الكوكب ونتائجه الكارثية على البشرية.