أطلق الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف مفاجأته، اليوم، معلناً إدانته القمع الستاليني، الذي قال أنْ «لا شيء يبرّره باسم مصلحة الدولة»، في الوقت الذي تعرب فيه المنظمات غير الحكومية الروسية عن القلق من إعادة الاعتبار تدريجياً إلى الزعيم السوفياتي في روسيا المعاصرة.وقال مدفيديف على مدونته بمناسبة إحياء روسيا لذكرى ضحايا أعمال القمع السياسية في العهد السوفياتي، «لا يوجد أسمى من الحياة الإنسانية. لا شيء يستطيع تبرير أعمال القمع». واسترسل في الدفاع عن حقوق الإنسان، معتبراً أن «الزمن الأسود للاتحاد السوفياتي يجب أن يحتل مكانة في الذاكرة الجماعية للبلاد، مماثلة لمكانة الانتصار عام 1945، وهو أحد أكبر إنجازات العصر السوفياتي». وأضاف إنه «لذاكرة المآسي الوطنية القدسية نفسها التي تتمتع بها ذاكرة الانتصارات”، مشيراً إلى أنه «من الضروري أن يتمكّن الشباب من التآلف بعد إحدى أكبر المآسي في التاريخ الروسيّ».
وشدّد مدفيديف على أن «هناك من لا يزال يبرّر مقتل هؤلاء بحجة الدفاع عن المصلحة العليا للبلاد. إلّا أن أيّ نمو أو نجاح أو طموح لا يمكن تحقيقه من خلال المعاناة والخسائر البشرية».
ورحّبت منظمة «ميموريال» غير الحكومية بموقف الكرملين، مبديةً حذرها من نظرة الرأي العام الروسي إلى ستالين، الذي يعدّه مخلص الوطن ومهندس الانتصار على ألمانيا النازية بين عامي 1941 و1945. وقال مدير المنظمة أرسيني روغينسكي إن «ما قاله مدفيديف كان مهمّاً وضرورياً. وتبقى معرفة آراء الآخرين وأفعالهم. حتى الساعة، لا يسعنا سوى الأمل بخطوات ملموسة».
ونظّمت تظاهرة جمعت 500 شخص فقط أمام مقر الاستخبارات الروسي (كاي جي بي سابقاً)، اليوم، إحياءً لذكرى الضحايا.
(أ ف ب)